الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على
من لا نبي بعده، أما بعد:
فَمِنَ العبد الذليل لربه، الطامع في
جوده وفضله، المُسَلِّم بقضائه
وقَدَرِهِ، إلى إخوانه من المسلمين
عامةً وطلاب العلم خاصةً حفظهم الله
تعالى جميعًا ورعاهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلا يخفى عليكم ما يمر به وطننا
الحبيب من الأعاصير والمحن،
والمؤامرات والفتن، لذلك:
يجب علينا أن ننظر إلى ما قَدَّرَهُ
الله تعالى وقضاه؛ مما يُؤلِمُنَا ولا
يُوُائِمُنَا من جهتين:
من جهة الشرع، ومن جهة المصلحة.
فأما من جهة الشرع:
فالواجب عند الإصابة بالمكروه أن
نصبر، ونُسَلِّمَ لقضاء الله
وقَدَرِهِ، وأن نعلم أن ما أصاب العبد
فإنما هو بذنبه؛ فيتوجه لَومُنَا
لأنفسِنَا، ونُحْدِثُ لله تعالى توبةً
نصوحًا، فما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا
رُفِعَ إلا بتوبة.
وأما جهة المصلحة:
فإن ولاة الأمر مسئولون عن مصالح
البلاد والعباد أمام الله ثم أمام
الناس والتاريخ، وهم أدرى بمصلحة
البلاد مِنَّا، وأبصرُ بها عينًا، فلا
نَفْتَاتُ عليهم، ونسمع ونطيع لهم ما
لم يأمروا بمعصية.
ولا يجوز أن يتناول أحدٌ وزيرَ
الأوقاف بكلمة خشنة، فضلًا عن الكلمة
النابية، وما قَدَّرَهُ الله تعالى
وقضاه اختبار لأصحاب منهاج النبوة في
التطبيق العملي، بعد ما أدوا ما عليهم
من البيان العلمي، فيما يتعلق بحقوق
ولاة الأمر.
وأسأل الله تعالى أن يختار لنا ما
يُصلحنا، وأن ينعم علينا بما ينفعنا،
وأن يوفق ولاة الأمور لما فيه صالح
البلاد والعباد، وأن يحفظ مصر من كل
فتنة وسوء، ومحنة وشر، وأن يبارك في
أبنائها حتى تَشْرُفَ بهم كما
شَرُفُوا بها.
هذا هو البيان.
وأما الرجاء:
فأرجو كل من يشهد الجمعة غدًا - إن
شاء الله - في المسجد الشرقي، أن يجعل
السعي إلى الصلاة: عبادة، والنطق
بالكلام ذكرًا وإنابةً، وأن يضبط
اللفظ في محلِهِ بما يحبه الله
ويرضاه.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى أبويه
إبراهيم وإسماعيل، وسائر الأنبياء
والمرسلين، والآل والصحب أجمعين، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتب:
أبو عبد الله محمد بن
سعيد بن رسلان
ليلة الجمعة 11 من المحرم 1440هـ
21-9-2018م