للاستماع للمحاضرة :
اضغط
هنا
الخطبة الأولى
إنَّ الْحَمْدَ
للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ،
وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ
مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، ومِنْ
َسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ
يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ له ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ
اللهُ - وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ -
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ - صلي الله عليه وسلم .
{
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ
حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ
إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
} [آل
عمران:102].
{
يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ
مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء
وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي
تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ
اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }
[النساء:1].
{
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا .
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن
يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ
فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
[الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ:
فإن أصدق الحديث
كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى
الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور
محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة
ضلالة وكل ضلالة في النار
أَمَّا بَعْدُ:
فإن مهمة ورسالة
المسيح عليه السلام هي ما أطلق عليه
المسيح نفسه الأعمال التي أناطها الله
به لكي ينجزها وهذه المهمة والرسالة
محددة داخل نطاق معين لا تتجاوزه.
وهذا النطاق حدده
المسيح نفسه، كما جاء في إنجيل متى
15/ 24 إذ يقول في هذا الصدد : "
فأجاب وقال لم أرسل إلا إلى خراف بيت
إسرائيل الضالة " هذا نص كلام المسيح
في إنجيل متى في الموضع المذكور، وهذا
النص من كلام المسيح عليه السلام قاطع
الدلالة على أن المسيح من أنبياء بني
إسرائيل، وأنه أرسل فقط إلى من له
صفتان:
الأولى: أن يكون
من بيت إسرائيل.
والثانية: أن يكون
من الخراف الضالة.
والبابا بندكت وإن
كان خروفا من الخراف الضالة، إلا أنه
ألماني آري، وليس من بيت إسرائيل،
فليس ساميا، والمسيح عليه السلام، لم
يقل إنما أرسلت إلى خراف ألمانيا
الضالة، ولا إلى خراف أوربا الضالة،
ولا إلى خراف أمريكا الضالة، وإنما
قال أرسلت إلى خراف بيت إسرائيل
الضالة.
فلماذا تنتسب خراف
الغرب الضالة إلى المسيح ولم يرسل
إليهم ؟
وعليه فبنص كلام
المسيح كما هو واضح جداً في إنجيل
متّى، يكون بندكت ليس ممن أرسل إليهم
المسيح أصلاً، ولا هو بداخل فيمن أرسل
إليهم المسيح فماذا يفعل هذا البندكت
في الفاتيكان، وما جلوسه على كرسي
الباباوية ؟ ولماذا يتكلم هذا الرجل
باسم المسيح، والمسيح منه بريء كما نص
على ذلك الإنجيل ؟
فأجاب : وقال -أي
المسيح كما في إنجيل متى- لم أرسل إلا
إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، وهذا
نفي واستثناء يفيد الحصر، فالمسيح
عليه السلام لم يرسل إلا إلى خراف بيت
إسرائيل الضالة فهو نبي من أنبياء بني
إسرائيل، وليس معنى كون الرجل خروفاً
من الخرفان الضالة أن يكون داخلاً
فيمن أرسل إليهم المسيح حتى يكون من
بيت إسرائيل وليس كذلك .
فلماذا يتكلم هذا
الرجل باسم رسول لم يرسل إليه ليشتم
الرسول الذي أرسل إليه صلى الله عليه
وعلى آله وسلم.
إن الرسول الذي
أرسل إليك يا بندكت وإلى العالم كله
هو الذي تتهجم عليه، وتظهر مواهب
بذاءاتك في شتمه وتنقيصه، وقد قال صلى
الله عليه وعلى آله وسلم فيك وفي
أمثالك وأتباعك،
«
والذي نفسي بيده
لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي
ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي
أرسلت به إلا كان من أهل النار
».
[رواه مسلم في صحيحه].
فأبشر يا هذا بما
يسوؤك وما يكربك.
فأجاب يسوع : وقال
( لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل
الضالة )
هذه هي رسالة
المسيح، وتلك هي مهمته، شأنه في ذلك
شأن كل الأنبياء السابقين عليهم
السلام، كل نبي منهم مرسل إلى قومه
خاصة، وكان المسيح مرسلاً لهداية قوم
بني إسرائيل، وتصحيح وتصويب ما خربوه
وحرفوه من شريعة موسى عليه السلام.
أما محمد صلى الله
عليه وعلى آله وسلم، فرسالته رسالة
عالمية، رسالته إلى العالم كله، إلى
البشرية كلها، كما حدد إطارها العالمي
إلى العالم كله وإلى البشرية كلها
الله عز وجل، وذلك في صريح النص
القرآني في مثل قوله سبحانه { وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً
لِّلْعَالَمِينَ
} [الأنبياء:107].
ونزولاً على
مقتضيات الرسالة التي كلفه الله أن
يؤديها إلى البشر جميعا، قام محمد صلى
الله عليه وعلى آله وسلم بتبليغ هذه
الرسالة إلى كل إنسان، وإلى كل البشر،
بصرف النظر عن الجنس أو الطبقة أو
العقيدة.
لقد رحب بهم جميعا
محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في
دين الله دون أدنى تمييز، ولم يكن
لديه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي
ميل، أو أي فكرة عن تقسيم الناس على
كلاب وخنازير، كما هو الشأن في إنجيل
متى 7/6 أو خراف وماعز كما في إنجيل
متى 25 /32.
لقد كان محمد رسول
الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
رحمة لكل البشر في العالم كله، كما
أشار إلى ذلك القرآن العظيم في النص
القرآني {
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا
رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
}
[الأنبياء:107]، وهو صلى الله عليه
وعلى آله وسلم لم يحد عن هذه الرسالة
منذ بدء بعثته إلى يوم وفاته وفي
أواخر سنين عمره المبارك صلى الله
عليه وعلى آله وسلم يستعرض ما مضى من
حياته وفي حياته من مصاعب وأخطار
تكللت في النهاية بالنجاح غير المسبوق
في أي مكان وفي أي زمان ويذكّره الله
رب العالمين بهذه الحقيقة في قوله جل
وعلا {
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا
كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا
وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [سبأ:28].
كيف تسنى له صلى
الله عليه وعلى آله وسلم أن يتجاوب مع
هذا التحدي المتمثل في هذا التكليف
الكبير بأن تكون رسالته إلى الناس
جميعا وهو في تلك المرحلة المتقدمة من
عمره المبارك صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ؟
لم تكن توجد في
حوزة البشرية آنذاك أي وسائل اتصال
إلكترونية، لتكون تحت تصرفه لأداء هذه
المهمة الكبرى التي تشمل العالم كله،
ولم تكن هنالك أية أجهزة تلكس أو
أجهزة فاكس بحيث كان يستطيع أن
يستخدمها صلى الله عليه وعلى آله
وسلم، ماذا كان يستطيع أن يفعل ؟
لأنه صلى الله
عليه وعلى آله وسلم كان أمياً لا يقرأ
ولا يكتب فقد استدعى إليه أصحاباً
يستطيعون الكتابة، أملى عليهم خمسة
خطابات إلى هرقل إمبراطور الرومان في
القسطنطينية، وإلى المقوقس حاكم مصر،
وإلى النجاشي ملك الحبشة، وإلى ملك
اليمن، وإلى كسرى ملك الفرس، ثم كلف
خمسة من الصحابة فامتطى كل منهم جواده،
وأرسل بهم إلى خمسة اتجاهات يدعو
الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
أمم العالم المعمور من حوله إلى دين
الله الذي اختاره الله للعالم كله
فهذا محمد صلى الله عليه وسلم وما
أرسلناك إلا كافة للناس صلى الله عليه
وسلم.
وأما المسيح عليه
السلام فيقول " ما أرسلت إلا إلى خراف
بيت إسرائيل الضالة " هناك واحدة من
تلك الرسائل المباركة في متحف توبكابي
في مدينة استانبول في تركيا تلك
الرسالة يعلوها الغبار احتفظ بها
الأتراك ونص الرسالة يبدأ على النحو
التالى:
من محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
إلى هرقل عظيم
الروم أسلم تسلم ...
وبعد هذه الدعوة
إلى الإسلام ورد هذا التحذير المستمد
من القرآن {
قُلْ يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى
كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ
اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا
وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً
أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن
تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ
بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } [آل
عمران:64].
وبعد هذا النص القرآني الحكيم الذي
تضمنته الرسالة من رسول الله صلى الله
عليه وسلم، إلى هرقل إمبراطور
الرومان، تنتهي الرسالة بالخاتم
النبوي الذي نقشه محمد رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وسلم
الخطاب الموجود في
تركيا يثير لدينا نحن المسلين أعظم
فضول وحب استطلاع، إن الآية القرآنية
التي وردت في مضمون الخطاب النبوي
الشريف موجودة في كل بيت مسلم وهي
تتلى وتعاد تلاوتها ألف مرة ومرة دون
أن يتحرك من يقوم بتلاوتها أدنى حركة
في سبيل توصيل الرسالة وتبليغها إلى
من وجه الله إليهم هذه الرسالة،
ولنُعد النظر مرة أخرى إلى نص الآية
القرآنية الكريمة الشريفة المطهرة
إنها موجهة إلى أهل الكتاب -وأهل
الكتاب هم اليهود والنصارى- ولكننا
منذ أكثر من ألف عام قد تجاهلنا
وأهملنا شأن هذا التوجيه الإلهي
الكريم من جراء تقصيرنا، وفتور هممنا،
وضعف إراداتنا، إننا نجلس فوق كنوز
هذه الرسالة الإسلامية مثل ثعبان
الكوبرا يجلس ملتفا ملتويا فوق كنز من
الثروة الهائلة الثروة موجودة وحاضرة
ولكن الكوبرا تَحُول دون استفادة
الناس منها مادامت الكوبرا موجودة
فوقها تحول دون انتفاع المستحقين من
الانتفاع بتلك الثروة وهذا الإهمال
التام لشأن هذه الرسالة الإلهية
سيستمر لكي ينتج أعظم الأضرار
والأخطار والآلام مما لا حصر له
بالنسبة إلى الأمة الإسلامية في هذا
الجيل وأقرب مثل ما يحدث من بذاءة
وتطاول بابا الفاتيكان وكذلك في
الأجيال القادمة ما لم تؤدي الأمة
الإسلامية الرسالة التي أوكل الله
إليها أن تؤديها إلى الأمم الأخرى
وبعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة من
قراءتنا وترتيلنا نحن المسلمين بمختلف
طرق وأساليب القراءة والترتيل للقرآن
الكريم نحن لا نزال نسمع هذه الآية
القرآنية الكريمة التي تنبهنا إلى
حقيقة بالغة الأهمية إذ يقول الله
سبحانه وتعالى في القرآن الكريم {
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُونَ }، { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا
وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [سبأ:28]،
ولقد ورد هذا التعبير القرآني الحكيم
وقرر الله العظيم في ختام هذه الآية
القرآنية الكريمة التي أنزلها الله في
القرآن العظيم منذ أكثر من ألف
وأربعمائة سنة مضت وما أرسلناك إلا
كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر
الناس لا يعلمون ولقد كان ذلك
التعبيرُ التعبيرَ الصحيح الذي ينطبق
كل الانطباق على الموقف الديني في
العالم عندما نزلت الآية على قلب
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
والسؤال الآن : هل يختلف الأمر من
الناحية الدينية في العالم اليوم عما
ورد في ختام هذه الآية الكريمة ولكن
أكثر الناس لا يعلمون ؟
لا، إن الأمر لا
يختلف أي قدر من الاختلاف، وما أكثر
الناس في العالم اليوم الذين لا
يعرفون أن الإسلام هو دين الله
الصحيح، ولا يعرفون أن محمداً صلى
الله عليه وعلى آله وسلم هو آخر
الأنبياء وخاتم المرسلين، أرسله الله
رب العالمين بشيرا ونذيرا إلى جميع
الناس في كل مكان وزمان، ولكن ما زالت
الآية مدوية في سمع الزمان بذلك
التدليل ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
إن أكثر الناس لا
يعلمون بالضبط كما قال سبحانه وتعالى
في هذه الآية الكريمة ويوجد في العالم
اليوم عدد من المشركين يفوق عدد من
يعبدون الله الواحد الحق هل يوجد أي
أمل في تغيير هذا الموقف الله
المستعان.
ومع أن نسبة بابا
الفاتيكان إلى المسيح نسبة باطلة، ولا
يصح له كلام باسم النصرانية ولا باسم
المسيح أصلاً، إلا أننا تنزلاً نوجه
إليه هذه الأسئلة، وهي أسئلة قد
شفعتها بأجوبتها.
فلماذا شفعة
الأسئلة بأجوبتها ؟
لأني كنت أظن ظناً
أن العالم الغربي بما وصل إليه من
تقدم علمي قد اكتسب مناعةً ضد أن يصل
إلى قمة الحكم الزمني فيه، واكتسب
مناعة ضد أن يصل إلى قمة التوجيه
الروحي فيه، رجل أحمق، ولكن واأسفاة
نظرة واحدة إلى أمريكا وأوربا تكذب
الظن إذ على قمة الحكم الزمني في
الأولى وعلى قمة التوجيه الروحي في
الثانية أحمقان عريقان في حمقهما.
والسؤال الأول :
من هو قائل هذا
الكلام ؟ ( عقيدة محمد عقيدة لا غموض
فيها والقرآن الكريم شهادة ناصعة
الصدق في الشهادة بوحدانية الله )
من تظنه قال هذا
الكلام يا بندكت، أقاله أحد الصحابة،
أم أحد التابعين، أم أحد العلماء
العاملين.
لم يقله واحد من
هؤلاء، وإنما قاله واحد من بني
جلدتكم، هو المؤرخ جِبُّون في كتابه
-اضمحلال وسقوط الإمبراطورية
الرومانية- قاله بالحرف الواحد فهذا
سؤال مشفوع بإجابته.
والسؤال الثاني :
من هو قائل هذا
الكلام ( كان محمد صلى الله عليه وعلى
آله وسلم يجمع في شخصيته بين إمكانات
بابا المسيحية، و إمكانات قيصر
الإمبراطورية الرومانية، ولكن لم يكن
له غرور وغموض وصلف البابا ولا
حماقته، ولم يكن لديه جيوش وأسلحة
القيصر، لم يكن له جيش متأهب للقتال ،
ولم يكن له حرس إمبراطوري ممتاز
التسليح ولم يكن يقيم في قصر من
القصور المنيعة الضخمة الفخمة البناء،
ولم يكن له مخصصات مالية ثابتة
يتقاضاها بموجب منصبه الديني
والدنيوي، ولو كان لأي إنسان الحق في
أن يقول، أنا أمارس الحكم بموجب حق
إلهي أو بموجب أمر إلهي لكان ذلك
الإنسان هو محمد عليه الصلاة وأزكى
السلام لأنه كان يمتلك كل قدرات
ممارسة الحكم دون أن يكون قد ورث
أدوات ووسائل الحكم كما جرى بذلك شأن
الملوك والقياصرة والحكام في ممالك
والإمبراطوريات ).
من تظنه قال هذا
الكلام يا بندكت ؟
إنه منصر، أي مبشر
بالدين الذي تدعيه، واسمه بوسو يارف
سميث في كتابه -محمد والمحمدية- صلى
الله عليه وعلى آله وسلم صفحة 92 طبعة
لندن سنة 1874.
والسؤال الثالث :
من هو قائل هذا
الكلام ؟
( هل قام رجل مزيف
بتأسيس دين زائف غير صادر عن الله
سبحانه وتعالى، ما هذا الزيف في
الاتهام، الرجل المزِّيف لا يستطيع أن
يبني بيتا من الطوب والحجارة، ولو لم
يكن البناء يعرف ويتبع بكل دقة وصرامة
كل ما يلزم معرفته وإتباعه من شئون
الخرسانة المسلحة والصلصال المحروق
وحديد التسليح وكل الطرق السليمة
للبناء وهندسة المعمار فلن يستطيع أن
يبني بيتاً، بل سيصنع كومةً من
الزبالة، ولن يظل بقاء هذه الكومة من
الزبالة لمدة اثني عشر قرناً من
الزمان ويأوي إليها مائة وثمانون
مليون مسلم ).
هذا الكلام قيل
سنة 1840 من ميلاد عبد الله ورسوله
وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه عيسى
بن مريم صلى الله عليه وعلى نبينا
وسلم -.
( إن مثل هذا
البناء الذي قام دون مراعاة الأسس
الصحيحة للبناء سيتهاوى وينهار على
القوم، الغش لا يتم إخفاؤها، والكذب
سرعان ما يظهر بهتانه، إن ذلك يشبه
إلى حد كبير الورقة المالية المزيفة
يتداولها المزيفون والمخدوعون بين
أيديهم غير الحاذق ولكن أناساً آخرين
لديهم الحذق الذي يمكنهم من اكتشاف
زيفها فيكتشفون زيفها تشتعل الحرائق
عندما يوجد ما يحتم اشتعال الحرائق،
وبوضوح إن الحقيقة القائلة بأن
الأوراق الزائفة يستحيل على الدوام
إخفاء تزييفها حقيقة ناصعة لا يمكن أن
يماري فيها ذو عقل ).
من تظنه قال هذا
الكلام ؟
إنه الفليسوف
الإنكليزي توماس كارلل .
وقد قال هذا لكلام
في كتابه (الأبطال) سنة 1840 يعني قبل
أن يولد أبو بندكت وأمه على السواء.
والسؤال الرابع :
من هو قائل هذا
الكلام ؟
( لو كانت عظمة
الهدف أو الغاية، وبساطة وضآلة تكاليف
الوسيلة بالإضافة إلى تحقيق النتائج
الباهرة بنجاح وسلاسة هي المعايير
الثلاثة للعبقرية البشرية فمن ذا الذي
أن يقارن أي رجل عظيم من عظماء
التاريخ الحديث بنبي الإسلام محمد صلى
الله عليه وسلم، إنه خطيب، رسول من
رسل الله، مشرع، محارب، منتصر الفكر،
مساند للعقائد المعقولة، هادم للأصنام
بمختلف صورها، مؤسس عشرين إمبراطورية
دنيوية أرضية، وإمبراطورية روحية
واحدة، ذلكم هو محمد – صلي الله عليه
وسلم – وبكل المقاييس والمعايير التي
يمكن أن تقاس بها عظمة البشر، يجوز
لنا أن نسأل له كل الوجاهة وكل
الدواعي هل يوجد أي رجل أعظم من محمد
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟
من تظنه على هذا
الكلام يا بندكت ؟
إنه الفيلسوف
الشاعر المؤرخ ألفونس دليامارتين، في
كتابه تاريخ الأتراك طبعة باريس 1854
من جلدتك وعلى ديانتك، ولا نستشهد
بأقوال هؤلاء على ما فيها لأننا
يعوزنا الاستشهاد على أقوالهم، ولكن
كما قال المثل العامي القديم، من ذقنه
وافتل له فذاك.
وهل تدري أيها
المسكين العاجز الأحمق، ماذا يقصد لا
مارتين بعظمة الهدف أو الغاية ؟
إن تاريخ العالم،
لو درست تاريخ العالم حتى الآن،
سيخبرك أن الوقت الذي أمر فيه الله
سبحانه وتعالى خاتم أنبيائه ورسله
محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن
يعلن للناس رسالته كان من أشد الأوقات
ظلاماً وأكثرها جهلاً.
لقد كانت الحاجة
ماسة إلى أحد أمرين إما إرسال نبي
مرسل خاتم للأنبياء الرسل إلى كل ركن
وكل أمة من أركان وأمم العالم، وإما
إرسال نبي مرسل خاتم للأنبياء والرسل
إلى كل البشر في كل الأمم وفي كل
أركان العالم، لكي يخلص ويحرر كل
البشر من الزيف والخرافة والأنانية
وتعدد الألهة والضلال وظلم وقهر
الإنسان لأخيه الإنسان، وذلكم محمد
صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وتكون رسالة خاتم
أنبياء ورسل الله، موجهة من الله إلى
الإنسانية كلها واقتضت مشيئة الله
وحكمته أن تختار لهذه الرسالة الخاتمة
النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وعلى
آله وسلم، أختاره ربه جل وعلا من
أعماق أكثر مناطق الأرض تخلفا قبل
بعثه على البشر كافة من شبه الجزيرة
العربية، وهذه الحقيقة أن رسالة نبي
الإسلام محمد صلى الله عليه وعلى آله
وسلم كانت رسالته لكل البشر قد سجلها
الله رب العالمين في القرآن العظيم في
قوله تعالى {
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
}
[الأنبياء:107]، فما لا مجال هنا
لتمييز جنس على جنس أو تفضيل أمة على
أمة لا مجال هنا للشعب المحتار، أو
بذرة إبراهيم أو نسل داود، أو هندو
أليافارتا، أو اليهود، أو الجوين، أو
العرب أو الفرس، أو الأتراك، أو
الطاجيك الأوروبيين، أو الآسيويين
البيض أو الملونيين الآريين أو
الساميين المغول أو الأفارقة
الأمريكية أو الاسترالية أو البولندية
إنه لكل الناس صلى الله عليه وعلى آله
وسلم.
ولكل من حباه الله
القدرة على تحمل المسئولية الروحية،
إنه يقدم المبادئ السليمة لكل العالم
صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما المسيح فقد
جعلته الأناجيل المختلقة المحرفة
داعية إلى التمييز العنصري، وعليه فلا
عجب إذا ما تفوه ذلك الذئب العجوز بما
تفوه به، قد خرف، إلا أنه يأتي بما هو
هنالك في قرارة نفسه وأعماق ضميره مما
استقاه من ذلك الذي جعلته تلك النصوص
المختلقة دعاية إلى التمييز لا إلى
المحبة.
وأما محمد صلى
الله عليه وعلى آله وسلم فرحمة
للعالمين صلى الله عليه وعلى آله
وسلم.
إن النبي السابق
مباشرة لنبي الإسلام محمد صلى الله
عليه وعلى آله وسلم كان قد نصح حواري
له قائلا لهم ( لا تعطوا القدس للكلاب
)، والمقصود بالكلاب هو الناس غيرهم.
( ولا تطرحوا
درركم قدام الخنازير ) والمقصود
بالخنازير هنا هم الناس غير اليهود،
لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم.
إنجيل متى 7/6 .
لا تعطوا القدس
للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام
الخنازير، والكلاب والخنازير من دون
اليهود، هذا على لسان المسيح ينسب
إليه، في إنجيل متى 7/6
ولا يهتم كتاب
الإنجيل بتسجيل أن المسيح عليها
السلام كان يعيش وفقا للمبادئ التي
كان يعلنها طوال حياته لم يتجه المسيح
بدعوته إلى شخص واحد من غير اليهود
ولقد صد المسيح عليه السلام امرأة غير
يهودية رافضاً أن يمنحها أي شيء من
البركة التي كانت تلتمسها عنده من أجل
شفاء ابنتها من المرض، كانت المرأة
كنعانية فينيقية سورية، كما ورد ذكر
ذلك في إنجيل مرقس 7/26 ثم قال ( من
هناك ومضى إلى تخوم صور وصيداء ودخل
بيتا وهو ألا يريد ألا يعلم أحد فلم
يقدر أن يختفي لأن امرأة كان بابنتها
روح نجس سمعت به فأتت وخرت عند قدميه
وكانت المرأة أممية وفي جنسها فينيقية
سورية ) هذا نصه إنجيل مرقس في الموضع
المذكور
فسألته أن يخرج
الشيطان من ابنتها وأما يسوع فقال لها
دع البنين أولا يشبعون لأنه ليس حسنا
أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب،
يقصد بالكلاب المرأة ويقصد بالكلاب كل
من ليس من جنس اليهود، وأما البنون
فيقصد بهم من كان يهوديا.
يقول ( دع البنين
أولا يشبعون لأنه ليس حسنا أن يؤخذ
خبز البنين ويطرح للكلاب ) فأجابت
وقالت له نعم يا سيد والكلاب أيضا تحت
المائدة تأكل من فتات البنين فقال لها
لأجل هذه الكلمة اذهبي قد خرج الشيطان
من ابنتك مرقص 7/26 .
عن أي شيء يتكلم
هذا الرجل المغتصب لذلك الكرسي بغير
حق، المتكلم فيما لا يعنيه المنتسب
على دين لم يرسل صاحب هذا الدين إليه
الذي يشتم الرسول الذي أرسل إليه
والذي إن لم يؤمن به وإن لم يتبعه فهو
من أهل النار، كما أخبر بذلك النبي
المختار صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وبعدئذ وأثناء
الاحتفال بعيد الفصح في أورشليم عندما
كان المسيح مجتمعا مع تلاميذه
للاحتفال بهذه المناسبة، سعى بعض
اليونانيين للاجتماع إليه طلباً
لمعرفة توجيهاته الروحية بعض
اليونانيين ليسوا من اليهود ولكن
المسيح عزف أي امتنع وأعرض عن الترحيب
بوجودهم، كما يحكي عن ذلك إنجيل يوحنا
، بقوله ( وكان أناس يونانيون من
الذين صعدوا ليمجدوا في العيد فتقدم
هؤلاء على فيلبوس الذي من بيت صيدا
الجليل وسالوه قائلين يا سيد نريد أن
نرى يسوع فأتي فيلوبس وقال لاندراوس
ثم فيلبوس وأنداروس ليسوع ولا تدل
الرواية بعد ذلك على أي ترحيب ) يوحنا
122/ 20-22.
وأما النبي محمد
صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلم يكتف
بمن جاء، ولا بمن ذهب هو إليه صلى
الله عليه وعلى آله وسلم، بل أرسل إلى
من وراء هؤلاء جميعا في أقطار الأرض
يدعوهم إلى التوحيد وعبادة الله
الخلاق العظيم، فأرسل على ملك الفرس
كسرى، وإلى الإمبراطور الروماني هرقل،
وإلى حاكم مصر تحت الحكم الروماني
المقوقس، وإلى النجاشي حاكم الحبشة،
وإلى ملك اليمن فأي عظمة في هذه الهدف
والغاية هي أعظم من هذه العظمة، لا
إله إلا الله محمد رسول الله.
وأما السؤال
الخامس :
فمن هو قائل هذا
الكلام ؟
( لا توجد حيوانات
مفترسة متوحشة تناصب الإنسان العداوة
بقدر ما تناصب المذاهب المسيحية بعضها
البعض العداوة )
من قائل هذا
الكلام ؟ ومن تظنه يا بندكت قال هذا
الكلام ؟
إنه الإمبراطور
البيزنطي القديم جوليا، وأنت فض الله
فاك اقتبست قول إمبراطور بيزنطي قديم
عاش في القرن الرابع عشر هو مانيور
باليولوجوس، وهو يحاور مثقفاً فارسياً
فقال له الإمبراطور الذي استشهدت
بكلامه أرني شيئاً جديداً جاء به محمد
صلى الله عليه وسلم ولم تجد إلا ما هو
شر ولا إنساني، مثل أمره أن ينشر بحد
السيف الدين الذي هو يحرمه السيف.
ذكرت ذلك فض الله
فاك، في محاضرة أكاديمية فلسفية، وفي
الكلية التي درست فيها اللاهوت، فهل
يعقل أن تقول ذلك عفو الخاطر بدون
إعداد ؟
ولماذا لم تذكر رد
المسلم الفارسي على إمبراطورك الذي
سقت كلامه ؟
ولماذا كنت
انتقائياً غير منصف في محاضرة عن
الإيمان والعقل انتقائيا غير منصف لا
تذكر ما لك وما عليك ؟
فلماذا لم تذكر
قول جوليان وهو يقول لا توجد حيوانات
متوحشة تناصب الإنسان العداوة بقدر ما
تناصب المذاهب المسيحية بعضها البعض
العداوة ؟
لماذا لم تذكر قول
هرقل لأبي سفيان لو أني اعلم أني اخلص
إليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم
لتجشمت للقائه ولو كنت عنده لغسلت عن
قدمه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟
يقولها هرقل وهو
على عرشه وهو في عظمته وإبان قوته بين
بطارقته وجنده وقساوسته يقولها لأبي
سفيان، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم هنالك في أعماق الجزيرة وهذا في
عظمة بازخة ظاهرة لا تغني عنه شيئا،
ولعلمه بالحقيقة يقول لو أني اعلم أني
أخلص إليه صلى الله عليه وسلم، لتجشمت
لقائه، ولو كنت عنده هرقل يقول لأبي
سفيان والحديث في الصحيحين، فهو أعلى
ما يكون توثيقاً وليس كالخزعبلات التي
يأتي بها ذلك الأحمق المطاع، الذي
اعتلى كرسياً ليس له واغتصب منصب قد
زور عليه، ليس كتلك الخزعبلات الذي
يتأتى بها وهم هؤلاء إفكا وزوراً،
وإنما هو في أعلى درجات الصحة، ولو
كنت عنده لغسلت عن قدمه، بصولجانه
وتاجه وقد أنحنى فارتكز على ركبة
وأقام بزاوية قائمة أختها يتناول قدم
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يغسلها، ولو فعل ذلك لكان به أشرف
شريف يغسل قدم نبي صلى الله عليه
وسلم، ولكنه لم ينله.
لماذا كنت
انتقائياً يا هذا تختار ما يحلو لك
وتدع ما يثقل عليك ؟
وإذا كنت تعتمد
كلام العلمانيين من تلك التي تسوقها
عن الأباطرة، إذا كنت تعتمد كلام
العلمانيين في الدين، فلماذا لا تكتب
قول جوليان وهو إمبراطور أيضا في لوحة
كبيرة وتعلقها فوق رأسك في حجرة نومك،
وفي مكتبك، لا توجد حيوانات مفترسة
متوحشة تناصب الإنسان العداوة بقدر ما
تناصب المذاهب المسيحية بعضها البعض
العداوة ؟
إن الزعم بأن
المسلمين أساءوا فهمك يا هذا هو إساءة
للمسلمين وعنصرين بغيضة وتعالى مقيت،
عندما يصدر من حقير يتطاول على أصحاب
الحق يكون شيئا بغيضا حقا بلاء ليس
يشبهه بلاء، عداوة غير ذي حسب ودين
يبيحك منه عرضا لم يصنه ويرتع منك في
عرض مصون، فأي بلاء كل من ذكرت لك عن
دينك، وكل من ذكرت لك على دينك، ليسوا
من أهل الإسلام بداهة، ولا هم من
المحبين للنبي عليه الصلاة وأزكى
السلام بداهة، ولا هم بالذين نرتضي
أقوالهم نحن المسلمين، ولكن من باب (
ومليحة شهدت لها ضرتها .... والفضل ما
شهدت به الأعداء ).
والحمد لله رب
العالمين.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب
العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله لا
شريك له، هو يتولى الصالحين، وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه
وعلى آله وسلم صلاة وسلاما دائمين
متلازمين على يوم الدين - أما بعد:
فالآن ننظر في بعض
الأكاذيب التي افتراها باب الفاتيكان
على نبينا عليه أفضل الصلاة وأزكى
السلام ومن تلك الافتراءات تهمة
اقتراف الخطايا والآثام.
ونقول أولاً: إن
من صلب عقيدتنا الإسلامية احترام
المسيح عليه السلام، وأمه مريم
الطاهرة البتول واحترام جميع الأنبياء
والمرسلين مع روح من التسامح والمحبة
والمودة والألفة لا تزال كنيستك
تنكرها ولا تقرها ولا تدنو منها ولو
خطوة واحدة، {
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا
أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ
بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ
أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ
رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }
[البقرة:285].
هذا جزء يسير من
عقيدة المسلم، ولا يمكن أن يصح له
إسلام بدونه لا نفرق بين أحد من رسله،
وأما أنتم فإن البابا إينوشانيوس
الثالث يقول عن محمد صلى الله عليه
وعلى آله وسلم إنه المسيح الدجال.
ويقول الإكلينوس
لرعاياه ( كان محمد يدعو الناس
لعبادته في صورة وثن من ذهب كان يصنع
من أنفس الحجار والمعادن في أحكم صنع
وأدق إتقان ).
وفي معاجمهم
اللغوية يسمون محمد صلى الله عليه
وعلى آله وسلم، مهد هذا يعني كما في
معجم كسل النبي المزيف محمد والروح
الشريرة والإله المزيف والشيطان وهي
في الفرنسية أيضا مهو وتعني المعاني
القميئة السابقة.
وبلغ بهم الحقد أن
أشاعوا في كتاب قصص محمد إن الإسلام
يجيز اشتراك جملة رجال في زوجة واحدة،
متناسين سؤال يخطر على بال قارئ هذه
العبارة فوراً من أكلة لحم الخنزير
نحن المسلمين أم الأوربيون ؟
ومعلوم أن الخنزير
وحده دون الحيوانات يرضى أن يشاركه
غيره في أنثاه وهم لكثرة ما أكلوا من
الخنازير، وصلت بهم تلك الصفات
الوراثية على أن صارت الخنزيرية في
تعاملهم مع زوجاتهم حقيقة واقعة يشهد
بها الواقع ولا يمتري فيها اثنان.
لقد كتب محرر
دائرة المعارف الفرنسية لاروس بين أيد
الناس عن محمد صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ما يلي:
( بقي محمد مع ذلك
ساحرا ممعنا في فساد الخلق لص نياق
كاردينالا ما هذا العبث كاردينالا لم
ينجح في الوصول على كرسي الباباوية
فاخترع دينا جديداً لينتقم من زملائه
عن أي شيء يتكلم هذا الأحمق المأفون
).
انظر يا بندكت
أدبنا وأدبكم في التعامل مع أنبياء
الله جل وعلا.
وثانياً يسلم عليك
توماس كارلل ويقول لك خطايا وآثام يا
أحمق يا مسكين.
هل اقترف محمد صلى
الله عليه وعلى آله وسلم شيئا من
الخطايا والآثام يحط من شأنه ويجعله
غير جدير بعظمة وعصمة الأنبياء
والمرسلين، أمن الضروري أن أقول إن
أعظم الخطايا هذا كلام كارلل في
كتابه الأبطال 61 يهديه على ذلك الذئب
العجوز الجالس على كرسي قد اقتبسه
عنوة وعنوة وحازه بغير استحقاق، يقول
( إن أعظم الخطايا والآثام إنما يتمثل
في عدم الدراية وعدم القدرة على تحديد
معنى الخطيئة أو معنى الإفك والعمل
الأثيم ).
يقول توماس كارلل
( أعتقد أن أولئك الذين أتيحت لهم
فرصة قراءة العهد القديم تأمل هذا
جيدا، فإن ذلك الذئب العجوز، لا شك
أنه قرأ العهد القديم والجديد وقرأ
الشعور فيقول أولئك الذين أتيحت لهم
فرصة قراءة العهد القديم والعهد
الجديد من الإنجيل كان الأحرى بهم أن
يعرفوا من قراءة كتابهم المقدس من مِن
الأنبياء قد ارتكب الخطايا والآثام في
حق الرب إن داود النبي الملك العبراني
وفقا لما يرويه عنه الكتاب المقدس وهو
إفك وكذب وباطل وزور ولكن كلامهم
نلزمهم بما في كتبهم.
وكذلك يفعل كارلل
يقول كان قد أقترف ما يكفي من الخطايا
والآثام ليكون أكبر الخطاة الآثمين،
ولم يرتكب محمد يقول كارلل ولم يرتكب
محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي
خطيئة أو أي عمل أثيم ويحاول منتقدوه
بغير حق أن يسخروا منه قائلين هل هذا
هو نبي الإسلام لقد كان يتبع شهواته
الجنسية إتباعاً لفحولته لتمكن الشهوة
الجنسية منه، وهذه سخرية لا مسوغ لها
أبدا، يقول كارلل ( إنها تهمة ضحلة
لا أساس لها من الصحة ).
ومن الأكاذيب التي
افتراها الباباوات للغرب المسكين
المخدوع المضلل أن النبي صلى الله
عليه وعلى آله وسلم استقدم الدجل
والشعوذة للاحتيال على عقول العرب
السذج.
وفي نقض هذا
الاتهام يقول توماس كارلل أيضا (
منهم وعلى ملتهم وتتصادم وتتناقض مع
نظرية الاتهام بالدجل والشعوذة
والاحتيال على عقول العرب المتخلفين
السذج حقيقة أنه صلى الله عليه وعلى
آله وسلم، قد عاش طوال حياته الفريدة
المثال حياة هادئة وادعة كل الهدوء
والوداعة حتى آخر عمره إذ توفاه الله
وفاة طبيعية وانتقل بكل هدوء ووداعة
وصفاء ونقاء على الرفيق الأعلى كلامه،
ولقد كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم
في الأربعين من عمره قبل أن يتكلم
بكلمة واحدة عن رسالة الله إليه وكان
كل طموحه فيما يبدو ينحصر في أن يعيش
حياة فاضلة وكانت سمعته بين قومه
تنحصر في أنه كان يحظى بالسمعة الطيبة
بين كل الناس الذين عاشوا بالقرب منه
وعرفوه عن كثب ). كتاب الأبطال ص 70.
يقول أيضا : ( هل
هو الطموح وماذا كانت تعني شبه
الجزيرة كلها من أدناها إلى أقصاها
بالنسبة على هذا الرجل صلى الله عليه
وعلى آله وسلم ؟
إنها كم مهمل لا
يكاد يذكر بالنسبة على تاج الإمبراطور
الروماني هرقل أو بالنسبة لعرش كسرى
الفارسي بل هي ما قيمة كل تيجان
الملوك على وجه الأرض بالنسبة إلي
مجال عظمة هذا الرجل صلى الله عليه
وعلى آله وسلم ).
ماذا كانت كل
تيجان الأرض تجديه وهو يشيد مجد
عظمته، عظمة هذا الرجل كانت مستمدة من
خالق السموات والأرض، وكانت هذه
التيجان تتلألأ فوق جحيم الأرض، وأين
ستكون هذه التيجان ؟
وأين سيكون من
يضعونها فوق رؤوسهم بعد قليل من
السنوات ؟
وما هي قيمة أن
يكون ملكا في مدينة مكة أو أن يكون
ملكا فوق عرش شبه الجزيرة العربية
كلها يمسك بيده صولجانه لا يزيد على
أن يكون قطعة من الخشب هل يتمثل ذلك
خلاص النفوس من الخطايا والآثام
البشرية ؟
يقول ( إني أعتقد
بكل حسم، أن مثل هذا الصولجان لا يحقق
أي خلاص للنفوس من الخطايا والآثام
البشرية إننا سنترك وراءنا الصولجان
وكل ما يمثله الصولجان من مظاهر
السلطة الدنيوية وزخارفها سنترك ذلك
وراءنا وقد تجردنا بعد الوفاة منها
كلها دفعة واحدة.
إن اتهام محمد صلى
الله عليه وعلى آله وسلم بأنه كان رجل
يحاول تحقيق طموح دنيوي شخصي، على
أساس من رغبة جامحة في الحصول على
سلطات الملك الدنيوي إنما هو اتهام
عار من الصحة لدرجة أنه لا يحتاج
لمجرد البحث والمناقشة بشأنه من
جانبنا )توماس كارلين الأبطال ص
72-73.
ومن الأكاذيب التي
يرددها بندكت عن نبي الإسلام محمد
صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهن دين
الإسلام أن الإسلام يحارب العقل، وهذا
الزعم من الكذب الأصلع، لأن الإسلام
هو العقل بدليل أن التكليف يرفع عن
المجنون والنائم والصبي، فحيث لا عقل
لا يوجد تكليف، فأي فرية هذه إذا لم
تستح فاصنع ما شئت، حيث لا عقل لا
يوجد تكليف، وفي قواعد الفقهاء العقل
مناط التكليف.
قال صلى الله عليه
وعلى آله وسلم: « رفع القلم عن ثلاث
عن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى
يفيق وع الصبي حتى يحتلم » وهو حديث
صحيح مروي من طرق كثيرة عن على وعمر
وعائشة رضي الله عنهم.
فكيف يقال إن
الإسلام يحارب العقل ؟
إن أوربا لم تتقدم
إلا بعد أن طلق العلم النصرانية وكفر
بالباباوية، وأما المسلمون فإنهم لم
يتخلفوا إلا بعد أن فصلوا العلم عن
الدين، والدنيا عن الآخرة.
إن أوربا لم تتقدم
إلا بعد أن طلق العلم النصرانية وكفر
بالباباوية وأما المسلمون فإنهم لم
يتخلفوا إلا بعد أن فصلوا العلم عن
الدين والدنيا عن الآخرة.
إن ذلك الذئب
العجوز يعلم أنه ورجال دينه يأمرون
أتباعهم بأن يتخلوا عن عقولهم عند
دخول الكنائس، يأمرون الأتباع بأن
يجعلوا عقولهم خارجاً، وأن يدخلوا
بالقلوب وحدها، هذه حقيقة فهذا الذئب
العجوز، وكذلك رجال دينه، قسوسهم
ورهبانهم، يأمرون أتباعهم بأن يتخلوا
عن عقولهم عند دخول كنائسهم يأمرون
الأتباع بأن يجعلوا عقولهم خارجاً،
وأن يدخلوا بالقلوب وحدها، وأما نحن
المسلمين فنجعل أحذيتنا ونعالنا فقط
خارج مساجدنا وندخل بعقولنا وقلوبنا
معا فالذي يوازي العقل عندهم هو
الحذاء والنعل عندنا، هم يتركون
عقولهم ونحن نحافظ على عقولنا ونترك
فقط نعالنا.
لقد احترم الإسلام
العقل وجعله من الضروريات الخمس التي
يجب المحافظة عليها، ولذلك حرم الله
رب العالمين المسكرات والمخدرات
والمفترات وكل ما من شأنه أن يغيب
العقل أو يؤثر فيه، وأنت يا بندكت
توهم الأتباع المساكين أن الخمر
تستحيل في العشاء الرباني على دم
المسيح فاشرب لا هنيئا واسكر ما شئت
يا مسكين.
أما الإسلام دين
التوحيد الخالص فقد أسس حضارة عالمية
ولم يترك الإسلام آسيا الوثنية وأوربا
البيزنطية وإفريقية الساذجة على ما
كانت عليه مثلما فعل سقوط روما بأوربا
بل نقل الإسلام هذه القارات الثلاث
إلى حضارة جديدة فتية قوية في الدين
واللغة والسياسة والعلو ومع ذلك صحيح
تماما أن العصور الوسطى هي عصور ظلام
وحرق للعلماء ومحاربة للمعرفة هذا حق
لا ريب فيه، لكنه لا ينطبق إلا على
أوربا، إنه ينطبق هناك ولا ينطبق هنا،
عندما عاشت أوربا قرونا طويلة من
القرن الخامس الميلادي وحتى القرن
الرابع عشر الميلادي تحت رحمة المثلين
القائلين الجهل رأس العبادة والقذارة
من الإيمان، هذه حقيقة عاشت طوال تلك
القرون تحت رحمة هذين المثل الجهل رأس
العبادة والقذارة من الإيمان، كانوا
يعتبرون أن الماء مسكون بالشياطين
فكانوا لا يغتسلون ألوف من النافورات
كانت هنالك في الأندلس، وأوربا تعتبر
أن التطهر بالماء رجس من عمل الشيطان.
وطرفة وهي حقيقة
كان الواحد منهم إذا أراد أن يخرج
مهاجراً مجاهداً في سبيل الصليب
واستنقاذ قبر المسيح، يخشى على زوجته
الخنى والزنا فيذهب إلى حداد ليصنع
لها على قدها بمقاسها حزام العفة وهو
حزام من حديد يغطي موطن العفة منها
ودبرها ويجعل له مفتاحاً على قفل
هنالك مرصود كأنما رصدته الشياطين،
وكانت المرأة الحاذقة تغافله ثم تأتي
بشمع مسيح وتجعل المفتاح عليه فتطبع
صورة المفتاح على الشمع وتعيد المفتاح
إلى رجلها إلى بعلها يغط في نومه حتى
إذا خرج مجاهداً في سبيل الصليب ذهبت
هي إلى صانع المفاتيح فصنع لها
مفتاحاً تصنع ما شئت فإذا ما هبت ريح
بعلها قادماً أعادت القفل موضعه ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يا أصحاب أحزمة
العفة!! أفيقوا، الجهل رأس العبادة
والقذارة من الإيمان، هناك عندما رسمت
في عصورهم الوسطى خريطة الجنة والنار،
وعندما استدل السيركوناندويز بتجاربه
الشخصية على وجود الجنة والنار، إنني
أعرف أنه توجد الآن آلاف من الأرواح
تحوم حولنا، هلاوس سمعية وبصرية صار
بها كأنه النبي الملهم المحنك.
وفي مجال الطب
استمرت الكنسية حتى أواخر القرن
التاسع عشر الميلادي تروج للشفاء
بالمعجزات التدخل المعجز في الشفاء
وصرح القديس أبروزوا أن قواعد الطب
مخالفة للعلم الإلهي وللتهجد والصلاة
ولقد حضر اندروديكسون وايت صاحب كتاب
تاريخ الصراع بين اللاهوت والعلم في
المسيحية حفلا أقيم في كاتدرائية
نابولى 1856 حضرة كبار رجال البلاط
وكبار الشخصيات لما ؟
لتسييل دم القديس
ياريانوس حامي المدينة فكانوا يعمدون
إلى تسييل دمه كلما حل بالمدينة وباء
إيماناً منهم بأنه إذا سال دمه أنقذت
المدينة، أما هذه الدماء فعبارة عن
مادة كيماوية في قارورتين محفوظتين
بين جدران الكاتدرائية في مكان بارد
من شأنه أن يجمدها، فإذا ما تناولها
القسيس واخذ يقلبها بين يديه بعض
الوقت سالت المادة وهذا أمر علمي يسير
جداً، ولكن كان الناس وعلية القوم في
نابولي يعتقدون حتى ذلك الوقت أن
المادة التي تحتوي عليها القارورتين
هي فعلا دم القديس الذي يسيل إذا ما
أراد القديس حماية المدينة.
أما هنا في العصور
الوسطى فلم تشهد بلادنا وحضارتنا
صراعا بين العلم والدين لأن الإسلام
يحض على العلم في شتى ميادينه وفروعه
ولقد كانت كل من بغداد وقرطبة حاضرتي
العالم العلميتين بما فيهما من جامعات
ومكتبات وعلماء وطلبة علم، وأما هناك
حيث محاربة العلم ومحاكمة العلماء
ورجال الفكر حتى إنهم حرقوا بالنيران
كثيرا من العلماء الذين وصلوا إلى
كثير من المخترعات واكتشفوا كثيرا من
المكتشفات ولم يصلوا إلى شيء حتى طلق
العلم النصرانية طلاقا لا رجعة فيه
ولا حتى بمحلل فشتان بين أدعائك يا
بندكت شتان بين ادعائك وبين الحقيقة
التي تصفعك وما أبعد الفارق بيننا
وبينكم وهذا هو تريبر يصفعهم بالحقيقة
عندما قال في كتابه المنازعة بين
العلم والدين إن جامعات المسلمين
مفتوحة للطلبة الأوربيين الذين نزحوا
إليها من بلادهم لطلب العلم وكان ملوك
أوربا وأمراؤها يغدون على بلاد
المسلمين ليعالجوا فيها فقد كانت
بلادنا مصدر إشعاع فكري وعلمي وحضاري
تخطى إلى أوربا فأيقظها من السبات
وبعثها من العدم.
إن جيربت الفرنسي
درس في مدارس إشبيلية وقرطبة وتزود
بالعلوم العربية الإسلامية ثم نصب
بابا في روما باسم سلفستر الثاني بابا
روما ما بين 999 – 1003 وترجم إلى
اللاتينية كتب عربية كثيرة لأنه درس
في مدارس إشبيلية وقرطبة وأدخل في
معارف عرب الشرق والغرب على أوربا
والمنصف منهم يعلم لو لم يظهر العرب
على مسرح التاريخ لتأخرت نهضة أوربا
الحديثة عدة قرون.
إن شمس الإسلام
سطعت على الغرب في العصور الوسطى ولم
تبدأ النهضة الأوربية الحديثة إلا بعد
اطلاع الأوربيون على الحضارة
الإسلامية كما ان الترجمات عن العربية
كانت المصدر الوحيد للتدريس في جامعات
أوربا نحو ستة قرون ويمكن القول إن
تأثير المسلمين في بعض العلوم كعلم
الطب مثلاً دام إلى زمن متأخر جداً
بقيت كتب ابن سينا تدرس في جامعة
مونبليي في فرنسا إلى أواخر القرن
التاسع عشر كتب ابن سينا تدرس في
جامعة مونبليي في فرنسا إلى أواخر
القرن التاسع عشر وماذا بعد شهادة ؟؟
الذي تمنى لو أن
العرب استولوا على فرنسا لتغدوا باريس
مثل قرطبة في أسبانيا مركزاً للحضارة
والعلم حيث كان رجل الشارع في قرطبة
يكتب ويقرا ويقرض الشعر أحيانا في
الوقت الذي كان فيه كما يقول لوبوا
كان فيه ملوك أوربا لا يعرفون كتابة
أسمائهم ويبصمون بأختامهم ويضيف لوبو
ساخراً ممن يقارن العرب المسلمين في
العصور الوسطى بالأوربيون في الوقت
ذاته قد كان الوضع على عكس الوقت
الحاضر تماماً العرب هم المتحضرون
والأوربيون هم المتأخرون ولا أدل على
ذلك من أننا نسمي تاريخ أوربا في ذلك
الوقت العصور المظلمة هذا كلامه إن
عصور أوربا الوسطى عصور مظلمة يقينا
حيث حاربت الكنيسة أسلاف بندكت من
الباباوات العلم وأحرقوا العلم وجعلوا
منهجهم قروناً الجهل رأس العبادة
والقذارة من الإيمان وأما ما يتعلق
بما ادعاه هذا الذئب العجوز والأحمق
المطاع من أن الإسلام إنما انتشر
بالسيف وأن الإسلام دين العنف فله
ساعة ما حان ولا حان بعد حينها، ونسأل
الله أن يقربنا منها على خير إنه على
كل شيء قدير و صلى الله وسلم وبارك
على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى
آله وسلم اسأل الله رب العالمين أن
يمسكنا الإسلام حتى نلقاه اللهم مسكنا
الإسلام حتى نلقى وجهك الكريم اللهم
مسكنا الإسلام العظيم حتى ملقى وجهك
الكريم اللهم ثبت أقدامنا واهد قلوبنا
وبيض وجوهنا وثبت أقدامنا واشرح
صدورنا وأصلح ببالنا اللهم فهمنا
حقيقة الدين فهمنا حقيقة الدين واجمع
شمل المسلمين واكبت أعداءك أعداء
الدين يا رب العالمين ويا أرحم
الراحمين ويا أكرم الأكرمين وذا القوة
المتين وصلى الله على نبينا محمد صلى
الله عليه وعلى آله وسلم .
________________________________________