فإنَّ البلاغةَ مِنَ الفنونِ التي تعتمدُ على صفاءِ الاستعداد الفِطريِّ, ودقةِ إدراك الجمالِ اللفظي، وتبَينِ الفروقِ الخفيَّة بين صنوف الأَساليب, فلولاها لتعطَّلَت قُوَى الخواطر والأفكار من معانيها، ولوقع الحيُّ الحسَّاس في مرتبةِ الجماد، ولكان الإدراك كالذي ينافيه من الأضداد، ولبقيتِ القلوب مُقْفَلةً تَتَصَوَّنُ على ودائعها، والمعاني مَسْجُونَةً في مواضعها، ولصارت القرائح عن تصرُّفها معقولةً، والأذْهان عن سلطانها معزولةً، ولما عُرف جحد من عِرفان، وإساءة من إحسان، ولمَا ظهر فرقٌ بين مدح وتزيين، وذمّ وتهجين. انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان ( المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv ) لتحميل ملف (عناصر أشرطة السلسلة) اضغط هنا