!! ثورة الحرائر وإهانة المصاحف

للاستماع للمحاضرة

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ؛ أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّـهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. أَمَّا بَعْدُ:

فإنَّ الإخوانَ وأتباعهم وأشياعهم يَدَّعُونَ أنهم يَملِكون الحقَّ المطلق .

 وقد قال الإمامُ الشافعيُ رحمه الله "رأيُنا صوابٌ يحتملُ الخطأ ورأيُ غِيرِنا خطأٌ يحتمل الصواب"

وقال الإمامُ أبو حنيفةَ رحمه الله "رأيُنا هذا هو أفضلُ ما قَدَرنا عليه, فمن جاء بأفضل منه قبلناه"

وقال الإمامُ مالك رحمه الله تعالى " كلُ إنسانٍ يُؤخَذُ من كلامِه ويُرد ما عدا صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم" .

 وأما حسن البنا فيقول متحدثًا عن منهجِ الإخوان "على كلِ مسلمٍ أن يعتقد أن هذا المنهجَ كله من الإسلام وأنَّ كل نقص منه نقصٌ من الفكرة الإسلامية الصحيحة" وتأمل المفردات في قوله " كل مسلم" وفى قوله " كله من الإسلام" وفى قوله " كل نقص منه"؛ فهو يرى أن برنامجه هو الإسلام وأن الإسلام هو بَرنامَجه, لذلك فإن أي خطأٍ في هذا البرنامج يعني أن في الإسلام خطأَ؛ وأما إذا ما تَجاسَرَ أحدٌ فقال إنَّ فيه نقصَ، فإنَّ ذلك يعني أن في الفكرة الإسلامية الصحيحة نقصًا؛ وكل تلاميذ البنا يقولونها, فـ صالحٌ العشماوي يقول "إنَّ أي اضطهادٍ للإخوان هو اضطهادٌ للدين ذاته" كذلك قالها عبدالقادر عودة عندما ألقت الحكومة القبضَ على عددٍ من الإخوان سنة أربعٍ و خمسين وتسعمائة وألف (1954) فوقف يصيح في إحدى المظاهرات "الإسلامُ سَجِين".

ولم يكن الأمرُ أبدًا مجردَ حماسٍ لفظي, وإنما هي عقيدةٌ راسخةٌ قال بها البنا ثم صَرَت بعد ذلك في أتباعه, أن ما هم عليه هو الإسلام الحق فكلُّ ما خالف ما هم عليه فهو مخالفٌ للإسلام نفسه؛ ليس ما هم عليه باجتهادٍ إنساني حتى يكون نِسبى الصحة, بل هو ربانيٌ إلاهي لا يشابُ بفكرٍ إنساني وعليه فهو مطلقُ الصحة.

تعتبر الجماعة أنَّ منهاجها هو الدين ذاته, فإن كل من يرى فيه عيبًا, يكون معاديًا للإسلام نفسه وكلُّ من ينتقده يكون منتقدًا للإسلام ذاته, ثم يكون ما يترتب على ذلك من مفرداتٍ ومن اتهامات؛ وينْسَونَ أو يتناسَون قول على بن أبى طالب رضي الله عنه "القرآن لا ينطقُ وهو مكتوب وإنما ينطقُ به البشر وهو حَمَّالُ أوجُه" .

 أما هم فعندهم للقرآنِ فهمٌ واحد, ووجهٌ واحد وما يقولون هم به, وعلى الجميع تبعًا الخضوعُ لما يقولون وإلا تم إخضاعُهُم؛ لأن العنفَ أصلٌ أصيلٌ في منهج الإخوان منذ نشَأت؛ عندما أصدرت الجماعة "مجلة النذير" سنة سبعٍ وثلاثين وتسعمائة وألف(1937), حرص الشيخ عبدالرحمن الساعاتي - وهو والدُ المرشد حسن البنا- حرص أبوه  - أبو المرشدِ- على كتابة افتتاحيةٍ صاعقةٍ في العدد الأولِ من مجلة النذير, قال في تلك الافتتاحية "استعدوا يا جنود وليأخذ كل منكم أُهبَتَه ويُعِدَ سلاحه ولا يلتفت منكم أحدٌ وأمضوا إلى حيث تُأمَرون, خذوا هذه الأُمةَ برفقٍ فما أحوجها إلى العنايةِ والتدليل, وصِفوا لها الدواءَ فكم على ضفافِ النيل من قلبٍ مريضٍ وجسمٍ عليل, واعكفوا على إعداد هذا الدواء في صيدليتكُم, ولتقُم على إعطائه فرقةَ الإنقاذ منكم, فإذا الأمةُ أبت فأوثقوا يديها بالقيود, وأثقِلوا ظهرها بالحديد وجَرِّعُوها الدواء بالقوة, وإن وجدتم في جسمها عضوًا خبيثًا فاقطعوه أو سرطانًا خطيرًا فأزيلوه، استعدوا يا جنود فكثيرٌ من أبناءِ هذا الشعب في آذانهم وقر وفى عيونِهم عمى" هل يحتاجُ كلامهُ هذا إلى تفسير " خذوا هذه الأُمةَ برفقٍ فما أحوجها إلى التدليل, صفوا لها الدواءَ, أعِدِّوُه في صيدليتكُم, ولتُعطِه فرقةَ الإنقاذ منكم" أي هم وحدهم الَّذين يعدُّون الدواء وهم الَّذين يصنعونه وهم الَّذي يُجَرِعُونه للأمة, فإن الأمةُ أبت لا شيء سوى العنف.

فها هم أولاءِ يخلطون بين الرأي الإنساني في أمور الدين والمُطلق الذى ليس بإنساني وهو الوحى المُنَزلُ على رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم, لا يُفرقون بين الشرعِ المُنَزل والشرعِ المُئَوُل, فضلًا عن الشرعِ المُبَدل.

إذا قرأنا مثلًا في وثيقةٍ إخوانية, كانت ضمن مضبوطات قضية سيارة الجيب، وهى مضبوطاتٌ تخصُ الجهاز السري للجماعة وهو الجهازُ الحاكمُ في الجماعةِ إلى اليوم, الذى أفرزَ لها أكثرَ من مرشدٍ عام: مصطفى مشهور كان من رجال الجهاز السري, محمد مهدى عاكف؛ كان من رجال الجهاز السري, وعلى خطاهما صار بعدُ محمد بديع وهو قطبيٌ جَلْدٌ مُحتَرِق؛ اقرأ تلك العبارات التي أذهلت وكيل النائب العام الذى قام بالتحقيق في القضية وهو المستشار عصام حسونة وصار وزيرًا للعدلِ بعدُ, فإن تلك الوثيقة قد تحدثت بصراحةٍ شديدة مستندةً إلى سرية الجهاز وسرية الوثيقة لتقول " إن القتل الذى يُعتبر جريمةً في الأحوال العادية يفقدُ صِفَته هذه ويُصبِح فرضًا واجبًا على الإنسان إذا استُعمِلَ كوسيلةٍ لتأييد الدعوة, وإنَّ من يُناوِئ الجماعة أو يُحاول إخفاتَ صَوتِها مهدرٌ دمه وقاتِله مُثابٌ على فعله" لذلك قال مهدى عاكف المرشد العام السابق لمجلة المصوَر في كبرياء لا يعرفه الإسلام "الإخوان لا يعتذرون" وهي مساويةٌ لقول القائل "الإخوان لا يخطئون" أو "الإخوان معصومون".

في موضوع الجهازِ السري الإرهابي الذى شكَّله البنا نفسه وهو في أوجِ تَقربِه من الملك فاروق ونظامه, ظلوا يكررون دون ملل, أنه إنما أُنشأ للمحاربةِ في فلسطين, وقد ظل البنا وكذلك أتباعه, أتباعه إلى اليوم يُبررون وجودَ الجهاز السري المسلح بالاستعداد للحرب في فلسطين, لكنَّ أحمد عادل كمال وهو واحدٌ من قادة ومؤسسي الجهاز السري يكشف لنا في مذكراته عن حقيقةِ هذا الأمر وكيف أن موضوع فلسطين كان مجردَ غِطاءٍ يتخفى خلفه هذا النشاطُ الإرهابيُّ الإجرامي, فهو يروى قصة القبضِ على مجموعةٍ من أعضاء الجهاز السري في جبلِ المقطم خلال قيامهم بالتدريبِ على استعمال الأسلحة, قال "وكان الترتيبُ أن يكون هناك بصفةٍ دائمة وفى مكانٍ مرتفع, مَنْ يراقب المجالَ بمنظارٍ مُكبِّر, وكانت هناك حفرٌ مُعَدة يُوضَع بِها السلاحُ كلُ السلاحِ والذخيرةُ كل الذخيرة ويُردَم عليها لدى أول إشارةٍ من الأخ الذى يتولى المراقبة وبهذا تبقى المجموعةُ في حالةِ معسكرٍ عادى وليس معها ممنوعات؛ واستمر ذَهاب المجموعات وعودتها بمعدل مرتين كل يوم ولمدةٍ طويلة, ولكن حدث في التاسع عشر من شهر يناير سنة ثمانٍ وأربعين وتسعمائة وألف(19/1/1948) أن أغفل الأخ المكلفُ بالمراقبة أداء واجبه ففاجأ البوليس هذه المجموعةَ بسلاحِها وقنابلها وحتى حال تلك هذه, كان هناك إعدادٌ لمواجهتها, فقد أجاب إخواننا المقبوضُ عليهم بأنهم متطوعون لقضيةِ فلسطين وهى إجابةٌ كان متفقًا عليها مُسَبقا, وفى نفس الوقت كانت هناك استماراتٌ, تُحَررُ بأسمائِهم في مركز التطوعِ للقضيةِ الفلسطينية, كما تم الاتصالُ بالحاج أمين الحُسَيني مفتى فلسطين, قال وشرحنا له الأمر على حقيقته وكان متجاوبًا معنا تماما, فأقر في التحقيقِ بأن المقبوض عليهم متطوعون من أجل فلسطين وأن السلاحَ سلاحُ الهيئةِ العربيةِ العليا وبذلك أُفرِج عن الإخوان وسُلِّمَ السلاحُ إلى الهيئة العربية العليا" أنتهى كلامه.

والحقيقة أن حسنًا البنا أتقن فنَّ إقامة واجهاتٍ بريئة, تختفى خلفها مكامنُ الإرهاب, تقرأُ لمحمود الصباغ قال "في حقيقة الجهاز الخاص ودوره في دعوة الإخوان المسلمين" في الصفحة التاسعةِ والأربعين بعد المائة "ولم يقتصر تفكيرُ النظام الخاص على التدريب على الأسلحة والقنابل التقليدية, بل فكرَ في صناعة المتفجرات التي لا تتوافرُ في الأسواق مثل قطنِ البارود وقد تم إنتاجُهُ بنجاح, وكذلك ساعات التوقيت التي تحددُ وقت انفجار العبوةِ الزمنية, فقد تم تطوير الساعات العادية إلى ساعاتٍ زمنيةٍ لتفجير العبوات".

كيف صنعوا قطن البارود ؟!!

يقول الصباغ : "لقد اتجه تفكيرنا إلى إنتاج قطن البارود على نطاقٍ واسع , وكان لابد لذلك من مكبسٍ هيدروليكي من نفس الحجمِ المستخدم في صناعة البلاط, ومن ثَمَّ اتجه تفكيرنا إلى إنشاء مصنعٍ للبلاط على أساس تجاري يضمن له صفة الاستمرار, وفى نفس الوقت يستخدم مكبسه في إنتاج قوالب قطنِ البارود بالكميات التي تحتاج إليها العمليات؛ قال: وقد قمت شخصيًا بشراء المكبس الهيدروليكي من السوق, وتم إنشاء المصنع في ميدان السكاكيني بالقاهرة بصفته أحد مصانع شركة المعاملات الإسلامية, وتعينَّ كل عماله من أعضاء النظام الخاص وأخذ فعلًا في إنتاج أجود أنواع البلاط وأقوى أنواع قوالبِ قطن البارود".

فيا تُرى خلف أية واجهات بريئة يتَخفى الآن الخطر الكامن في هذه الجماعة على مصر والمصريين؟ بل على المسلمين في كل مكان؟ لأن الخوارج يقتلونَ المسلمين ويَدَعُونَ الكافرين.

إنَّ هذه الجماعة تدَّعِى أنها ما قامت بأعمال عنف منذ سنة 1965خمس وستين وتسعمائة وألف, وهذا كله يُلحق بقولهم إنهم ما ارتكبوا أعمال عنفٍ قط, فهم جماعة سلمية كما يدَّعون.

وتأمل أنت رعاك الله في حادث اغتيال المستشار أحمد الخازندار فجميع الَّذين تحدثوا عن هذه الواقعة قالوا إن المرشد -يريدون البنا- قد بكى من فرْطِ حزنه على اغتيال المستشار كما انه أدلى بأكثر من تصريح يستنكرُ قتل القاضي, لكن تلميحاتٍ في مذكرات الإخوان من أعضاء الجهاز السري تشيرُ إلى أن غضب البنا كان نابعًا من أن عبدالرحمن السندي وهو قائد الجهاز السري قد أعطى أمر القتل دون إذنٍ من فضيلة المرشد, وعليه تشكلت محكمة إخوانية لمُحَاكَمة السندي، ويروي وقائع المحاكمة واحدٌ من قادة الجهاز السري وكان ضمنَ أعضاء المحكمة الإخوانية وهو محمود الصباغ, فقرأ ما يثير فيك الدهشة بل يثيرُ فيك أكبر من الدهشة!!

قال : " قال عبد الرحمن السندي إنه تصور أن عملية القتل سوف تُرضي فضيلة المرشد, ولأن فضيلة المرشد يعلم عن السندي الصدق, فقد أجهش بالبكاء وعلى أي حال فإن هذه المحاكمة الهزلية قد انتهت بحكمٍ هزليٍ هو أيضًا وقد جاء فيه نصا ، تحقَّق الإخوان (يعنى في تلك المحاكمة التي عُقدت للسندي) تحقق الإخوان من أن الأخ عبدالرحمن السندي قد وقع في فهم خاطئ, وفى ممارسة غير مسبوقة من أعمال الإخوان, ورأوا أن يُعتَبَر الحادث قتل خطأ حيث لم يقصد عبدالرحمن ولا أحدٌ من إخوانه سفك دمَ نفس بغير نفس وإنما قصدوا (تأمل في هزلهم!!) وإنما قصدوا قتل روح التبَّلد الوطني في بعض أفراد الطبقة المثقفة من شعب مصر أمثال الخازندار- لم يريدوا قتله يا صاح !!! وإنما أرادوا إزهاق روح التبلد فيه, لم يريدوا إزهاق روحه, وإنما أرادوا إزهاق روح التبلد في بعض أفراد الطبقة المثقفة من شعب مصر أمثال الخازندار- ولما كان هؤلاء الإخوان الَّذين قد ارتكبوا ذلك الخطأ كانوا في ظل انتمائهم إلى الإخوان المسلمين وبسببه, إذْ لولا هذا الانتماء لما اجتمعوا على الإطلاق ليفكروا في مثل هذا العمل أو غيره, فقد حُقَ على الجماعة دفع الدية التي شرعها الإسلام كعقوبةٍ على القتل الخطأ- لم يكن القتل بإعدادٍ واختيار وسبق إصرارٍ وترصد!!؛ فهو قتلٌ عمد وإلا فليس في الدنيا كلها قتلُ عمدٍ بحال, ولكنْ هو قتلٌ خطأ ثم يمضي الحكم إلا ما هو اكثرُ هزلًا - وأن تعمل الهيئة كجماعة على إنقاذ حياة المُتهميَن البريئين من حبل المشنقة بكل ما أوتيت من قوة، فدماء الإخوان ليست هدرا يمكن أن يُفرِّط فيها أعضاء الجماعة في غير فريضة واجبة يفرضها الإسلام ولمَّا كانت جماعة الإخوان المسلمين جزءًا من الشعب وكانت الحكومة قد دفعت بالفعل ما يعادل الدية إلى ورثة الخازندار, حيث دفعت لهم من مال الشعب عشرة الاف جنيه -تقول المُحَاكمة في نص حكمها- فإن من الحق أن نقرر أن الدية قد دفعتها الدولة عن الجماعة, وبقي على الإخوان إنقاذُ حياة الضحيتيَن محمود زينهم وحسن عبد الحافظ " هل رأيت سٌخفًا أو سمعت هو أبعد من هذا السُخف؟!!

وأما محاولة نسف محكمة استئناف مصر, كسبيلٍ لتدمير أحراز قضية سيارة الجيب بكل ما فيها من وثائق تُدين الجماعة, فعلى إثْر هذه المحاولة الفاشلة أصدر حسن البنا بيانًا هاجم فيه مرتكبى الحادث, هاجمهم فيه هجوما عنيفا تَوَّجَهُ بقوله "إنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين" وأمام حدة الهجوم صَدَّقَ البعض أقوال المرشد, لكنَّ صلاح شادي وكان رئيس قسم الوحْدات وهو جهاز سري أخر يضم أعضاء الجماعة من رجال الجيش والبوليس, يسوق هذا الرئيس لقسم الوحدات في مذكراته وبنعومة شديدة ما يوحى بأن البنا كان هو الآمرَ بهذه الجريمة فيقول: "أبلغني الأخ عبدالحليم محمد أحمد أنه كان من ضمن الأشخاص المكلفين بعملية نسف محكمة الاستئناف وأنَّ سيد فايز هو الذى أمرهم بنفسه بتنفيذها, يقول صلاح شادي :ومن جهتي فإنني أثقُ تمامًا في عمقِ احترام سيد فايز لأوامر المرشد, كما أثقُ تماما في صحة أقوال الأخ عبدالحليم محمد أحمد التي أكدها أيضًا شفيق أنس الذى قام بمحاولة النسف, وهذه شهادة مُسلمَين عدلَين؛ عدلَين ليسا من أهل البدعة!! وليسا من الخوارج!! شهادتهما مقبولة عنده, يقول وهذه شهادة مسلمَين عدلَين!!.

فصلاح شادي يحاول وبأسلوب رقيق مغلف أن يتهم مرشده وإمامَه بأنه الأمر بمحاولة إجرامية ثم عاد فوصف مرتكبيها بأنهم ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين، الكذب أصلٌ أصيل من منهج الإخوان المسلمين؛ فصلاح شادي وكان رئيسًا لقسم الوحدات في الجماعة، يتهم المرشد بأنه كان الأمر بنسفِ محكمة الاستئناف ثم كر المرشد يقول ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين؛ مبدأ الإخوان الرئيس هو {الغاية تبرر الوسيلة} هو مبدأ مكيافيللي ،الغاية تبرر الوسيلة؛ هذا دينهم الأسمى, وطريقتهم العليا في الوصول إلي المقاصد النبيلة والمقاصد الخسيسة علي السواء، فكل شيء جاهزٌ من أجل مصلحة الدعوة؛ وقد قال عنهم أخوهم أحمد فريد من أساتذة ما يسمي بالدعوة السلفية السكندرية قال "الإخوان عندهم صنمٌ يعبدونه من دون الله اسمه مصلحة الدعوة"؛ ففي سبيل ما يرونه صحيحًا يستبيحون كل مُحرَّم وقد أكد محمود عبد الحليم وهو مؤرخ الإخوان, وكان قريب الصلة جدًا من المرشد الأول, أكد ذلك عندما وصف طريقة رفض الإخوان مذكرة الصلح التي تمت بين كبراء الإخوان وبين عبد الناصر، فقال "ولكنْ يبدو أن إخواننا هؤلاء هذه المرة قد استباحوا القاعدة المكيافيللية التي تقول إن الغاية تبرر الوسيلة؛ فأمام ما اعتقدوا أنهم علي الحق وأن طريقهم هو الطريقُ الأمثلُ لمصلحة الدعوة, وعلي أساس أن التيار المضاد صار من القوة بحيث لا يستطيعون التصديَّ له بالأساليب المشروعة, لجأوا إلي أسلوب وأن كان غير كريم إلا إنه يضمن لهم تحقيق ما يأملون " أحداثٌ صنعة التاريخ" لمحمود عبد الحليم .

وسيد قطب في "الظلال" أنكرَ عليهم ذلك وأن يجعلوا مصلحة الدعوة صنم يُعبد من دون الله فقال " ولقد تتحول مصلحة الدعوة إلي صنم يتعبده أصحاب الدعوة وينسَون معه منهج الدعوة الأصيل، أنَّ علي أصحاب الدعوة أن يستقيموا علي نهجها, ويتحروا هذا النهج دون التفات إلي ما يعقبه هذا التحري من نتائج قد يلوح لهم أن فيها خطرًا علي الدعوة وأصحابها "؛ هذا واحد منهم بل كبير من كبار مُنظريهم وهو يعيب عليهم هذا الذي صنعوا والذي يصنعون؛ هؤلاء لا يألون جهدًا في البحث عن كل سُبل الانحراف عن دين الله تعالي, وعن سُنَّة النبي صلي الله عليه وسلم, وعن هَدي الأولين من الصحابة والتابعين لهم بإحسان سالكين سُبل الشياطين, حتي صاروا أئمة في كل ضلالٍ مبين, فهم يُزورن أفكار الناس وإرادتهم باسم مصلحة الدعوة، ويزورن التاريخ باسم مصلحة الدعوة، ويُكفِّرون الناس باسم مصلحة الدعوة، ويحكمون بالباطل ويتهمون الناس بالزور باسم مصلحة الدعوة؛ أما الكذب والتقية والتلون والنفاق باسم مصلحة الدعوة, فحدِّث عن ذلك ولا حرج.

 فتلك أخلاق دولة الإخوان, وكل موقفٍ وكل حدثً له مبرراته, ومبرراته مُعدةٌ في صلاة الفجر لِما عُلم فيه الحرجُ بالليل وإلا فالإنكار أو السكوت, وأسرع ما يملكه الإخوانجي فرارًا من الحرج أن يقول لك عندما يريد الحيادية إنه ليس بإخواني, وتلك الصور عندهم كثيرة جدًا أن يكون حياديًا أنه ليس بإخواني، فقد أراد حسن البنا أن يرد علي حزب الوفد في زمنه فقال لمحمود عساف مدير المخابرات الإخواني " لا سبيل للرد علي سباب الوفد إلا بمثله بأسلوبٍ رادع- بأسلوب مُقذِع، بأسلوب مُنحط- بأسلوب رادعٍ بشرط ألا يمسَّ تاريخَ وأدبَ الإخوان؛ وعلي ذلك ينبغي أن تنأى جريدة الإخوان اليومية عن هذا الأسلوب؛ فهي جريدةٌ للتاريخ وسيكتب عنها المؤرخون فيما بعد, ولا يجدر بها أنْ تنزلَ عن هذا المستوي الرفيع الذى احتلته في نفوس الناس" يقول لا تسبُّوا في الجريدة الرسمية سُبوا في غيرها فليس بحرام, وأما في الجريدة الرسمية للإخوان المسلمين فإياكم!!

وعندما وقعوا في الفخ وتم اكتشاف أمرهم قال لهم :"إني وإنْ وافقتكما موافقةً تامة في وجوب محاربة الحزبية والاستعمار, ومقاومة المبادئ الهادمة الفاسدة كائنة ما كانت, فإني لا زلت أخالفكُما في الأسلوب علي الصورة التي رأيتها في الكشكول الجديد".

في "سر الجماعة" : "إن الإخوان المسلمين صرحٌ مفتونٌ بُني علي العفن ،علي العفن في المفهوم العقائدي" يجمع كل العقائد ويُقرب بينها، فِعل الماسونية من أجل تحقيق مشروع حسن البنا الإستحواذي الاستئصالي الفاشي؛ فعندهم الشيعي الرافضي والقدري والصوفي والمعتزلي، عندهم النصراني والليبرالي واليساري، وعندهم كل الأطياف وكل الألوان حتي لا يخسروا أحدًا، وحتي يتباهى الجميع بهم ومن أجل ذلك فهم يخترقون بكوادرهم جميع التنظيمات والأحزاب والهيئات حتي يتجسسوا علي الجميع؛ وإذا أرادوا فعل جريمةٍ من الجرائم فعلوها بتلك الكوادر خُفيةً دون أن يُنسب إليهم منها شيء؛ كما حدث في قتل رئيس وزراء مصر أحمد ماهر قتلوه لخلافٍ سياسي، قتله رجلٌ اسمه محمود العيسوي كان من الإخوان وأدخلوه الحزب الوطني ليخرجوا من الجريمة أبرياء؛ وقد شهد بذلك الشيخ سيد سابق للشيخ خالد محمد خالد كما نُشر في جريدة الوفد؛ قال خالدٌ في جريدة الوفد بتاريخ الخامس عشر من شهر أكتوبر سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة وألف(15/10/1992) " إن التنظيم السري كان بارعًا في التنكر، فهو بعد تدريب أعضائه علي كل أفانين الإرهاب، يأمر بعضهم أن يلتحق ببعض الأحزاب والجماعات، حتي إذا اختير لعملٍ من أعمال الاغتيال أو الإرهاب لم يبدو أمام القانون ولا أمام الرأي العام من أعضاء الإخوان" من هذا النوع كان محمود العيسوي، وقد اعترف بذلك خليفة عطوة أحدُ قيادات التنظيم السري الإخواني مؤخرًا قال "أن أول ظهورٍ للتنظيم السري للإخوان, كان عام أربعة وأربعين حيث بدأنا تكوين مجموعة الخلايا العنقودية المسلحة, وكل خليةٍ مكونةٌ من زعيم وأربعة أفراد وكل خلية لا تعرف الأخرى؛ وبدأنا بالعمل المسلح باغتيال أحمد ماهر باشا عن طريق محمود العيسوي".

طريقتهم في تكوين النظام الخاص – التنظيم السري- يستنسخونها الآن في اللجان النوعية, فإنهم يعيدون الأمر كما كان، فاحذروا ذلك أيها المسلمون, واتقوا الله رب العالمين في دينكم، واتقوا الله رب العالمين في أرض الإسلام التي أقامكم الله رب العالمين عليها.

العَفنُ المنهجي في جماعة الإخوان لا مثيلَ له هم سلاسل سرية, تكونت بطريقة الأحزاب السرية والحركات الشيوعيةِ القديمة؛ كما شهدوا بذلك في كُتبهم فأُسُرُهم تتكون من كتائب لنشر الإشاعات والأكاذيب، وأخري للتجسس والاستخبارات، وأخري في الشرطة كتنظيم الوحدات وأخري في الجيش، وأخري في السياسة, وواحدةٌ في التنظيم السري الخاص، وآخري في الدعوة وواحدة في التجارة وجمع الأموال؛ علي طريقة الشيعةِ في تحديد الخُمُسِ للمرشد ومكتب الإرشاد والجماعة .

 وهناك تقسيمات أخري علي حسب الوظائف فيها كل أنواع المحسوبية وحصر التجارات والأعمال فيما بينهم، بل إنهم يوجهون جموع الشعب إلي تخصصاتهم فقط لينجح مشروعهم العنصري الفاشي؛ أما نشر الإشاعات فهذا من التخصصِ النادر الذى تميزت به جماعة الإخوان المسلمين علي غيرها من الجماعات الإجرامية في تاريخ العالم؛ لا يرقبون في مؤمنٍ إِلًّا ولا ذمة, واعلم أنك إذا قدمت نصيحة للإخوان فإنَّ التُهم جاهزة, واعلم أن الإشاعات ستضرب في جذور المجتمع، وستنتشر في المقاهي، وفي الندوات، وفي الدوريات السرية في الجماعة وفي غيرها؛ ولن تجد أحدًا يناقشك ناقشا علميا, ولكنك ستسمع عن نفسك ما لم تسمع عن نفسك من قبل!!

كان سعيد حوي علَمَا من أعلام الإخوان في التربية والتعصب للجماعة؛ وعندما اختلف معهم في نُصرة الخميني وحذَّر منه، قالوا إنه عميل؛ فجاء إليهم في مصر باكيًا وقال لهم "أبعدَ هذا الزمان في خدمة الجماعة أكون عميلًا"؛ وليست الإشاعات والأكاذيب في جماعة الإخوان خبط عشواء إنها مجهزةٌ في مطبخ الإخوان السري بقياس نبض الشارع, فلك أن تتصور في دولة الإخوان كمَّا هائلًا من الأكاذيب والإشاعات, لمعرفة الاتجاهات وهم يرقبون الأمور عن كَثَب وقد اعترفوا بذلك بكل شجاعة كاعتراف الحمقى والمغفلين علي أنفسهم.

فأكد احمد رائف حقيقة تفنن الإخوان في نشر الشائعات بقوله "وبدأت الشائعات تخرج من الصفوف الإخوانية, بعضها عن غير قصد والأخر وَفْق خطة مرسومة"؛ كما أكد محمود عبدالحليم ذلك قائلًا " كما أننا كنا نطبع منشوراتٍ بكلامٍ غير ذي هدفٍ معين, غير أنه كلامٌ يَلفت النظر ويُثير الاستغراب, وكان إخوان النظام يوزعونها على المنازل والمكاتب والمتاجر والمدارسِ والملاهي، بطريقةٍ لا يحسُّ بها أحد مع تخصيص شارع لكل واحد منهم، فإذا أصبحوا تَسَمَّعوا أثر ما أشاعوه من الأكاذيب بالليل " .

لا تحسبنَّ الكذب مقصورًا على من تدنى في الرتبة والكادر منهم, بل إن الهيئة التأسيسية كانت تحلف بالله رب العالمين على الكذب غير مضطرة ولا حانثة, فقد نشر جَمعٌ من الخارجين على الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان على رأسهم محمد الغزالي وأحمد عبد العزيز جلال وصالح العشماوي نشروا بيانًا في جريدة المصري جاء فيه "أن المرشد العام حسنًا الهضيبي استقال من منصبه فترتب على ذلك أن اجتمع أعضاء الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان وقرروا فصلَ هؤلاء الأعضاء بتهمة اختلاق الكذب وجاء في قرار الفصل إنهم اعتصموا في دار المركز العام وظاهروا الشباب المعتصمين وجَرَّئوهم على ذلك, وبذلك خرجوا على القانون, إنهم ادَّعوا كذبًا أن المرشد العام أعلن استقالته على الملأ, إنهم أصدروا قرارات لا يُخَولْهم إياها قانونُ الإخوان" كما في" أحداثٍ صنعت التاريخ":

قال محمود عبدالحليم:" وبتحقيق النقطة الأولى ثبتت أن الأستاذ المرشد العام لم يستَقِل، فالمكتب وهو الجهة المختصة نفى ذلك، والمُدَّعى عليهم الَّذين ادعوا أنه استقال لم يقدموا دليلًا ماديًا ولا معنويًا على ادعائهم؛ إلا أنَّ بعد عام من هذا التاريخ تراجع الأساتذة الكبار أعضاء الهيئة التأسيسية الَّذين أقسموا بأغلظ الأَيْمان أن المرشد العام لم يستَقل واعترفوا أنه استقال فعلًا !!؛ كَفِرْ عن يمينك لا حرج عليك و كَفِرْ عنه من مال الجماعة, من الإتاوةِ المفروضة على كل منتمٍ إليها, فعل الشيعة مع أولئك البغال من الروافض, الَّذين يؤدون إلى الآيات النَجِسة كثيرًا من حصيلة ما كسبوه بكدهم وعرقهم أو بمكرهم وسرقتهم ورشوتهم وخداعهم.

حكى صالحٌ العشماوي في مجلة الدعوة قال : "ويشاء الله بعد مرور عام أو أكثر أن تظهر الحقيقة, فقد أصدر المركز العام للإخوان المسلمين نشرةً من وضع الأستاذ عابدين السكرتير العام وبموافقة الأستاذ الهُضيبي المرشد العام يشرح فيها الأحداث الأخيرة من وجهة نظره تبريرًا لموقفه من قرار الفصل المزعوم للإخوان الثلاثة, وقد جاء في هذه النشرة اعترافٌ صريح باستقالة الأستاذ الهضيبي في الصيف الماضي, وجاء ذِكر هذه الاستقالة في معرضِ اتهامٍ للأستاذ صالح العشماوي بأنه أذاع سرها ونقلها إلى جريدة المِصري وهذا هو أول اعترافٍ رسمي من المسؤولين في الإخوان وعلى رأسهم المرشد العام باستقالة الأستاذ الهضيبي ولا ندري - يقول عشماوي- ولا ندري كيف يواجه الأستاذ عابدين وعطية ومختار عبدالعليم الإخوان والصحفيين الَّذين سمعوا منهم أغلظ الأَيْمان في الصيف الماضي أن المرشد لم يستقل؟ ".

 بل إنَّ نجل عبد القادر عودة الدكتور/ خالد عودة قد أذاع سرًا قال : "إنه ما زال عندي بخط يده نصُ استقالة المرشد, لأنه لما استقال أُسندت مهمة الإرشاد إلى عبد القادر عودة فكان نصُ الاستقالة عنده ثم آلت إلى نجله وما زالت عنده إلى يوم الناس هذا"  كّذَبة ... يكذب الوحد منهم بدمٍ بارد, لا يطرفِ له جفن ولا شك أنَّ هذا هو الذى يقومون به اليوم؛ اليوم يا صاحبي هو يوم الأكاذيب !!!, هو مسرح مفتوح لأكاذيب الإخوان ومن تبِعهم ولفَّ لفَّهم من أولئك الحمقى المغفلين الَّذين يدَّعون السلفية والسلفية منهم براء.

كتب حمدي رزق في عموده اليومي، لماذا تُخفِي الحرائرُ الشماريخَ تحت النقاب؟

قال وهو يحكي أمرا رآه، وله فيه خِبرة، فما زال حتى وقع على حقيقته؛ قال " للوهلة الأولى وقع قلبي وخرِس لساني، جندي من القوات الخاصة يرتدي لباس النينجا الشهير بالماسك الأسود، لا يبين وجهه، يمسك فتاة محجبة (حريرة)؛ ولا شك أنه يعلم أن الحرائر جمع حرة، ليست هذه اللفظة بجمع حريرة، ولكنه حاد عنها قصدا، لأن الحرة ضد الأَمَة والحرة لا تصنع ما يصنعن.

أعلِمتَ حرة تخرج من خدِرها، تفارق بيتها لكي تشتبك مع الرجال ولكي يحملها الرجال على الأعناق، ولكي تُبدي معصمها بعدما أبدت ما أبدت من باطن جسدها المكنون، وتزعق أو تنهق ـ ما شئت ـ ويَصِحن خلفها من يصحن من أولئك الحرائر؟ أتعلم حرة تفعل ذلك؟

لذلك قال (حريرة) !!!

يقول " يُمسك هذا الرجل من القوات الخاصة فتاة محجبة (حريرة) من رقبتها يكاد يكسرها، والفتاة تختنق، الصورة تنطق بإزهاق روحِها ـ وهذا كلُّه على الشبكة العنكبوتية ـ الصورة تنطق بإزهاق روحها وفي الخلفية الحرائرُ كالقطط الصغيورة فزعات، قوات الأمن تسحلُ فينا أعز ما فينا.

قال : طالعت البوستات والتعليقات صاخبة ساخطة مُحسبنة على السيسي ومحمد إبراهيم ومن تبعهما إلى يوم الدين.

قال : وبتكبير الصورة مرتين فقط لا غير، اتضح العجب، هذا المارد من القوات الخاصة الذي هو من جنود الطاغوت يرتدي قفازًا نسائيًا حريريًا أزرق غامقا، ويظهر من تحت الماسك الأسود طرحةُ حجابٍ برتقالية؛ يا هلا بلغ الكذبُ الإخواني مَبلغا، استخدامُ الحرائر في فيديوهات هابطة، حدَّ  تكليفِ الحرائر بأدوارٍ حقيرة على مسرح مزيف، لإشاعة صور تتلقفها مواقع الإخوان وتُشيرُها إلى منظمات حقوق الحرائر.

بالله يا مؤمن ... جنديٌ في مهمة يرتدي قفازًا نسائيا ليه؟!! ، يتخفى؟! ، يتنكر؟! ؛قفازه الأسود تاه في الدولاب, فارتدى قفاز زوجته؟ وبالمرة ارتدى الحجاب البرتقالي اتقاءًا للبرد؟!!

 

تدخل المنتقبة المؤدية الدور في مواجهةٍ مخططةٍ مع الضابط المصلوب ثماني ساعات خدمة؛ كاميرا الموبايل مع الأخت المحجبةِ في الخلف، تسبُّه الحريرة ـ يريد الحرة ـ بكل الوساخات، مجرور صرف صحي يُغرقه، تنال من شرفه العسكري والعائلي، أمك، أختك، بنتك؛ ليس الكل قادرًا على ضبط الأعصاب؛ يتفلت أحدهم يجري وراءها، يُمسك بها، وصورِّي يا أختي، وشيِّر يا أخي، الأمن يسحل الحرائر، مرحى مرحى يا حرائر إنها ثورة الحرائر.

تُخفي الحريرةُ الأزهريةُ كالعادة ـ وبدون ابتكار ـ شمروخا تخفيه تحت نقابها الذي تتقرب به إلى ربها؛ يُصرُّ الأمن على التفتيش، فيهجن الحرائر ... وا إسلاماه! وا إخواناه! إنهم ينزعون النقاب عن المنتقبات، صور وشير يا أخي، حاضر يا أختي؛ ويتطوعُ الذي في قلبه مرض، ويتنادى المنادون انتهاك عرض الحرائر سياسةٌ أمنيةٌ مُمنهجة؛ ده كتير واللي جاي يوم الجمعة أكثر؛ يريد اليوم.

مشهد دهس المصاحف تم تصويره بالفعل؛ معلومٌ أن الإنسان إذا حمل مصحفًا وذهب به إلى حيث يُهان فقد أهانه ـ أهان المصحف مع سبقِ الإصرار والترصد؛ يحملُ المصحفَ لكي يُهان، يذهب به إلى حيث يهان، يلقيه أرضًا ويمضي فزعًا من أجل أن يلحق به من جنود الأمن فيدهسوا المصاحف، لكي يُقال أهانوا المصاحف وهم الَّذين أهانوها بدءا؛ ما الذي حَمَلكم على أن تحملوا المصاحف في أيديكم وتخرجوا إلى المواجهة، إنَّ الحَرَمَ لا يُعيذ مطلوبا، إن الحَرَمَ لا يُعيذ ذا جرم.

فالذي يأخذ المصحف إلى حيث يُهان قد أهان المصحف مع سبق الإصرار والترصد وإن لم يُهن المصحف، لأن إرادته للإهانة قائمة، وهو يريدُ أن يُهان المصحف، ويسعى إلى ذلك جاهدًا، فيأخذ المصحف في يده والسلاح تحت ثيابه، ثم يذهب إلى حيث يُهان المصحف، هو الذي أهانه بدءا؛ ومعلومٌ أن إهانة المصحف كفرٌ عمليٌ أكبرُ مخرج من المِلَّة.

فتأمل في أولئك الحمقى الَّذين يدْعون أتباعهم من المغفلين إلى حمل المصاحف للمواجهة واللقاء إلى حيث تُهان المصاحف وهم الَّذين أهانوها بدءا؛ فإلى الله المشتكى.

مشهد دهس المصاحف تم تصويره بالفعل، مشهد قتل المتظاهرين حصل وحصل، الصور متاحة من مظاهرات سبقت داخل وخارج مصر، ناهيك عن جثثٍ تتحرك في الأكفان، وجثث أطفال مشوهة مستوردة من حروب الجوار، ومعامل المونتاج في الجزيرةِ الحقيرة جاهزةً ليوم الوعيد، والداخلية في موقف رد الفعل مجللة بالعار، مطلوبٌ منها ضبط النفس، ولابد أن تضبط النفس، قال :هنا لا أوافق على تصريحات بعض مُدراء الأمن ومساعدي الوزير بالرد بالنار على مجرمي يوم (الجمعة)، يمنحونهم مَددًا مسبقا واحتياطيا لحملتهم الكذوب، يُجهزون المسرح لأكبر حملة أكاذيب، رابعةُ الثانية في الطريق فاحذروها.

نسأل الله رب العالمين أن يكفى المسلمين شرهم إنه تعالى على كل شيءٍ قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين, وأشهد أن محمدًا عبده و رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاةً وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم الدين - أما بعدُ:

فقد ذكر محمد الغزالي حقيقة الإخوان بعد أن ابتعد عنهم وأخرج ما كان في قلبه فقال "إنه يُحمِّلُهم جميع المآسي التي عانى ويعانى منها المسلمون في هذا العصر"؛ وهذا الكلام من الحقائق الثابتة كطلوع الشمس من مشرقها وغروبها في مغربها؛ قال " إنّ قيادة الإخوان الآن - وقد كتب ذلك أيام حسن الهُضيبيّ - حريصةٌ على الأوضاع الغامضة، والقراراتِ المريبة الجائرة، ثُمَّ هي مسؤولة من قبل ومن بعد عن الخسائر الّتي أصابت الحركة الإسلامية في هذا العصر، وعن التّهم الشّنيعة التي توجّه للإسلام من خصومه المتربصين، فقد صوَّرته على أنّه نزوات فرد متحكم، كما صوّرت هيئة الإخوان المسلمين وكأنها حزبٌ من الأحزاب المنحلّة تسودها الدّسائس وتسيّرها الأهواء"؛ يقول "إن سياسة الخوارج تتجدد مرة آخري فيُلعن أهل الإيمان و يُترك أهل الطغيان"

 إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى قد أخبر عن أولئك الخوارج و بيَّن صفاتِهم حتى لا يشتبه أمرهم على أحد (هم كلاب النار، قتلاهم شرُّ قتلى تحت أديم السماء)؛ إنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد حذَّر منهم و دلَّ المسلمين على ألَّا يغتروا بعباداتهم فإن لهم في ذلك غلُّوًا ملحوظا.

وأما مصر هذه, فإن مصر لا تحب العنف ولا تألفه لأن نفوس أهلها نقيةٌ نقاء جوها، صافيةٌ صفاء سمائها، مشرقةٌ إشراق شمسها تسعى في طريقها مطمئنة كما يسعى نيلُها مطمئنا ناشرًا للخِصب والنعم من حوله، تضطرب فيها الضغائن بين حين وحين, ولكنها لا تلبث أن تثوبَ إلى العافية كما تثور فيها الرياح فتملئ الجو غبارا ثم لا تلبث أن تعود إلى الهدوء الهادئ المطمئن.

و لكننا نصبح ذات يوم فنسكتشف أن فريقًا منَّا كانوا يُهيئون الموت والهَول و النُكْر لإخوانهم في الدين ولمُعَاشريهم في الوطن ولإخوانهم في الحياة التي يحترمها الدين كما لا يحترم شيئًا آخر غيرها من أمور الناس.

ما هذه الأسلحة؟! وما هذه الذخيرة التي تُدخر في بيوت الأحياء وفى قبور الموتى؟! ما هذا المَكْرُ الذى يُمكَّن؟! وما هذه الخطط التى تُدبر؟! وما هذا الكيدُ الذي يكاد؟! لِما كُلُ هذا الشر؟! ولِما كل هذا النُكْر؟! و لِما رخصُت حياة المصريين على المصريين؟!!.

يقال:"يقال إن حياة المصريين إنما رخصت على المصريين بأمر الإسلام، بأمر الإسلام الذي لم يحرم شيئًا كما حرم الشِرك والقتل، ولم يأمر بشيء كما أمر بالتعاون على البر والتقوى، ولم يَنْهى عن شيء كما نهى عن التعاون على الإثم والعدوان، ولم يُرغِّب في شيء كما رغَّب في العدل والإحسان والبر، ولم يُنفِر من شيء كما نفر من الفحشاء والمنكر والبغي.

هيهات إن الإسلام لا يأمر بادخار الموت للمسلمين وإنما يعصمُ دماء المسلمين متى شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؛ ويرى قتل النفس البريئة من أكبر الألم وأبشع الجرم، وإنما هي العدوى المنكرة جاء بعضها من أعماق التاريخ, وأقبل بعضها الآخر من جهات الأرض الأربع التي تُستحل فيها المحارم, وتُسفك فيها الدماء بغير الحق ويُستحب فيها الموت لأيسر الأمر.

جاء بعضها من أعماق التاريخ؛ من أولئك الَّذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنهم يقرءون القرآن لا يتجاوز تراقيهم) والذي كان أيسر شيء عليهم أن يستبيحوا دماء المسلمين مهما تكن منازلهم في الإسلام، وأن يتحرجوا فيما عدا ذلك تحرج الحمقى, لا تحرُّج الَّذين يتدبرون ويتفكرون ويعرفون ما يأتون وما يدَعون.

وجاءهم بعضها الآخر من هذا الشر المحيط الذي ملأ الأرض ظلما وفسادا، من هذا القتل المتصل في الحروب, يثيرها بعض الأقوياء على بعض، وفى البطش يصبه الأقوياء على الضعفاء.

لم يأتِ هذا الشر الذي تشقى به مصر الآن من طبيعة المصريين لأنها في نفسها خيِّرة، ولا من طبيعة الإسلام لأنه أسمح وأظهر من ذلك وإنما جاء من هذه العدوى.

والخيرُ كل الخير هو أن نطُّب لهذا البلاء كما نطُّبُ من الأوبئة التي تجتاح الشعوب بين حين وحين، وقد تعَلَمَ الناس كيف يطبُّون للأوبئة التي تجتاحُ الأجسام وتدفعها إلى الموت دفعا؛ فمتى يتعلمون الطِبَّ لهذا الوباء الذي يجتاح النفوس والقلوب والعقول فيغريها بالشر ويدفعها إلى نشره وإذاعته, ويملأ الأرض بها فسادًا وجورًا؟

بهذا يأمر الله عزَّ وجلَّ في القرآن العزيز حيث يقول في الآية الكريمة (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

قال الشعراوي "حسن البنا غضب غضبًا شديدًا عندما مدحتُ النحاس باشا، و رأيت الإخوان يقومون بحملةٍ شعواء على النحاس باشا، وقلت لهم: إنه رجلٌ طيب وبتاع ربنا ومحبوب، فردَّ عليَّ واحدٌ من الإخوان لا أريد أن أذكر اسمه؛ وقال لى: هو أعدى أعدائنا لأنه زعيم الأغلبية, وهذه الأغلبية هي التي تضايقنا في شعبيتنا، أما غيره من الزعماء و بقية الأحزاب فنحن نبصقُ عليها جميعًا فتنطفئ و تنتهى" قال الشعراوي " في هذه الليلة كان الكلام مفاجئ لي ولم أكن أتوقعه وعرفتُ أن المسألة ليست مسألة دعوة و جماعةٍ دينية, وإنما هي طموح للحكم، فقلت سلامٌ عليكم وابتعدت عنهم" قال ذلك عنهم وهو يشاركهم الآراء الصوفية نفسها، وهو الذى كتب المنشورَ الأول للجماعة.

وفي مقال باسم "رُخص الحياة" نُشر في كتاب "هؤلاء هم الإخوان" " الراشدون من أبناء مصر يرقبون وطنهم مُعلَقين بين الخوف والرجاء، والعالم الخارجي الحديث يرقب مصر من قرب، منهم من يشجعها ويتمنى لها النجاح ومنهم من يضيق بها ويتمنى لها الإخفاق, ويتربص بها الدوائر ويبعث في سبيلها المصائب والعقبات، وفريقٌ من أبنائها المُحمَّقين لا يحفلون بشيء من هذا كله ولا يرقبون في وطنهم ولا أنفسهم ولا في أبنائهم إلًّا ولا ذِمة, ولا يُقدِّرون حقًا ولا واجبًا ولا يرعون ما أمر الله أن يُرعى, ولا يصلون ما أمر الله به أن يُوصل، وإنما يركبون رؤوسهم و يمضون هائمين لا يعرفون ما يأتون ولا ما يَدَعون, ولا يفكرون فيما يُقْدمون عليه من الأمر ولا فيما قد يورطون فيه وطنهم من الأهوال الجِسام "

وفي مقال آخر في الكتاب نفسه " شُبانٌ و فتيانٌ مسلمون امتلأت صدورهم بحماسة الشباب, و قلوبهم بحب الله والرسول فذهبوا إلى جماعة الإخوان يطلبون مزيدًا من الهداية ومن نور القرآن ، وما أظنُ أنَّ واحدًا منهم خطر في باله وهو يطرق باب الجماعة, أن الجماعة سوف تجعل منه قاتلًا، قاتلًا باسم الله الرحمن الرحيم، وغادرًا لئيمًا باسم الدين الحنيف "

وفى مقال آخر باسم "حسن" نُشر في الكتاب نفسه, وقد تعرض فيه الكاتب لجماعة الحشّاشين وهى جماعةٌ دينية كانت تتخذ الاغتيالات طريقة لتحقيق أغراضها, وكانت تستعين بالحشيش لتخدير أعضائها المكلفين بالقتل لجعلهم آلاتٍ صمَّاء ومن هنا سُمُّوا في التاريخ بالحشّاشين (كل الَّذين تداولوا على رئاسة تلك الجماعة السابقة يحملون اسم "حسن"؛ حسن ابن الصبَّاح، حسن ابن محمد، الحسن جلال الدين)؛ وأما جماعة الإخوان المسلمين فإنها تستعمل الاغتيال لتحقيق مآربها و تُخدِّر أعضائها بما تدَّعي أنه الدين مثلما كانت الجماعة الأولى تُخدرهم بالحشيش.

وأخيرًا حتى تتم المقارنة و يكتمل التشابه لقد تولى منصب المرشد العام في جماعة الإخوان حسَنان "حسن البنا وحسن الهضيبيّ" كجماعة الحشّاشين.

أيها المسلمون ... إنَّ الأمرَ جِدٌ لا هزل فيه، وطنُكم مستهدف كما دينكم، فدينكم مستهدفٌ أيضا دينكم مستهدف، ووطنكم مستهدف، وجيشكم مستهدف، أمنكم مستهدف، استقراركم مستهدف، حائطُ الصدِ هذا الذي صُدت به المؤامرة الأمريكية الإخوانية الصهيونية القطرية التركية، وطنُكم هذا هو حائطُ الصد الأخير يُراد أن يُزال.

فاتقوا الله رب العالمين في وطنكم، ودافعوا عنه، وتأملوا فيمن حولكم ومن وراءكم، إنَّ أمريكا تعُجُ ولاياتٌ كثيرة منها الآن بمظاهرات قد اندلعت ضد عنف الشرطة، وعلينا نحن أن نوصي الإدارة الأمريكية بضبط النفس، وألا تستعمل العنف إزاء المتظاهرين السلميين، نحن ننصح وكل عاقلٍ ينبغي أن ينصح الإدارة الأمريكية التي تتشدَّقُ بالديموقراطية أن ينصحها بضبط النفس إزاء المظاهرات التي قامت ضد التعصب بقتل السود في وطن يدَّعِي الحرية ويريد إنشاء الإمبراطورية الأمريكية، ويقول إن القرن الحادي والعشرين قرنٌ أمريكي وهيهات.

إن أرض الإسلام هي مقبرة الغزاة لا على طريقة أولئك المهووسين في سيناء، ولكنها حقيقةٌ قائمةٌ وستظل قائمةً إلى يوم الدين؛ بل إنَّ مصر كانت الصخرة التي انحسر عنها أمواج الصليبيين فرجعوا مدحورين، وأفادوا كثيرًا من الأمور التي طورتهم بعدُ حتى وضعتهم على سُلَمْ الرقي والحضارة بعد الهمجية والفوضى .

إنَّ مصر كانت الصخرة الشماء العالية التي انحسرت عند أقدامها أمواج الهجمة البربرية التترية، فعاد التتار مدحورين ودخل من دخل منهم في الإسلام مُختارين؛ إنها مصر أسأل الله أن يحفظها من كل سوء، وأن يحفظ جميع أقطار المسلمين وأن يهيئ للجميع من أمرهم رشدا، وأن يحمل الجميع على الكتابِ والسُنَّة بفهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان حملًا جميلا، حملًا رفيقا؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.