فإِنَّهُ لِعَظِيم خَطَرِ البدعةِ على الدِّين كانَ صاحبُها ملعونًا على لسانِ الشريعةِ, لا يُقْبَلُ لهُ عملٌ, وكانَ مَنْ وَقَّرَهُ مُعينًا على هدمِ الشريعةِ, وتغييرِ المِلَّةِ؛ إذ البدعُ رافعةٌ للسُّنَنِ التي تُقابلُها؛ لأنَّ الباطلَ إذا عُمِلَ به لَزِمَ تركُ العملِ بالحقِّ, والمَحَلُّ الواحدُ لا يشتغلُ إلا بأحدِ الضِّدَّينِ. ولأنَّ الابتداعَ في الدِّين يُفَرِّقُ الأمَّةَ ويمزقُ وحدَتَهَا؛ صَنَّفَ العلماءُ قديمًا وحديثًا في بيانِ الانحرافِ عن منهاجِ النبوةِ, وبيانِ أقسامِ البدعةِ المبتدعينَ؛ نُصحًا للأمَّةِ, وأداءً للأمانةِ, وقيامًا بواجبِ البلاغِ - فجزاهم اللهُ عنَّا خيرًا أجمعين, السابقينَ منهم واللاحقين -, ومُشاركةً في هذا الواجبِ العظيمِ كانت هذه «الدِّراسات في البدعة والمبتدعين».انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان ( المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv ) لتحميل ملف (عناصر أشرطة السلسلة) اضغط هنا